اليمين المتطرف يتمدد في البرلمان الأوروبي وغزة حاضرة في النقاش بقوة
أظهرت نتائج انتخابات البرلمان الأوربي عن تقدم كبير لقوى اليمين المتطرف. ورغم هذا التقدم، حافظت كتل الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) مع الاشتراكيين والديمقراطيين و”تجديد أوروبا” (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي.
وسجل اليمين المتطرف صعودا ملحوظا في فرنسا وألمانيا، حيث يتقدم على حزبي الرئيس إيمانويل ماكرون، والمستشار أولاف شولتز. وفي دول الشمال حققت أحزاب اليسار والخضر مكاسب في الانتخابات الأوروبية، في حين تراجعت الأحزاب اليمينية المتطرفة، وفق ما أظهرت نتائج رسمية واستطلاعات رأي.
ماكرون يحل مجلس النواب
في هدا السياق أعلن الرئيس الفرنسي إيمانوين ماكرون أول امس الأحد، حل مجلس النواب (الجمعية الوطنية)، ودعا إلى انتخابات مبكرة في 30 يونيو الجاري، بعدما حقق اليمين المتطرف الفرنسي تقدما في الانتخابات الأوروبية.
وحصل اليمين المتطرف بالانتخابات الأوروبية على نسبة تتراوح بين 31.5 و32.5% من الأصوات، أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون وفقاً لتقديرات معهدي الاستطلاع “إيفوب” و”إيبسوس”، ما يُمثل ضربة كبيرة لمعسكر للرئيس الفرنسي.
وجاء في المرتبة الثانية حزب “الغالبية الرئاسية”، محققاً 15.2% من الأصوات، ثم احتل المرتبة الثالثة “تشكيلة الاجتماعي-الديمقراطي” رافاييل جلوكسمان والتي حققت 14%.
وقال ماكرون في كلمة متلفزة، إن نتائج الانتخابات الأوروبية “ليست جيدة بالنسبة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا”، مضيفاً أن أحزاب اليمين المتطرف “الذين يعارضون الوحدة الأوروبية يتقدمون في كل مكان في القارة الأوروبية”.
وتراجع اليورو إلى أدنى مستوى له في شهر تقريباً بعدما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة. كما انخفضت العملات الآسيوية على إثر نشر تقرير الوظائف الأميركي الأقوى من المتوقع يوم الجمعة الماضي.
هزيمة قاسية لائتلاف شولتز
ألمانيا هي الأخرى عرفت هزة أصابت الائتلاف الحاكم في ألمانيا بزعامة المستشار أولاف شولتز، بسبب الهزيمة القاسية في الانتخابات الأوروبية، حيث جاءت الأحزاب الثلاثة في حكومته خلف المحافظين واليمين المتطرف، وفق ما أظهرت الاستطلاعات الأولية.
وحصل “الحزب الديمقراطي الاشتراكي” بزعامة شولتز على أسوأ نتيجة له في التاريخ بنسبة 14%، فيما حل حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف في المركز الثاني بعد حصوله على ما بين 16 و16.5%، فيما حصلت كتلة “الاتحاد المسيحي” التي تضم حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” و”الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري” المحافظ، على 29.5%، وفقاً لاستطلاعين نشرتهما الشبكتين الوطنيتين “إيه آر دي” و”زد دي إف”.
ولم يسجل “حزب الخضر”، شريك شولتز في الائتلاف الحكومي، سوى على 12 إلى 12.5%، بينما حصل “الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي” على 5%. وقال كيفن كوينرت، الأمين العام لـ”الحزب الديمقراطي الاشتراكي”: “هذه نتيجة مريرة للغاية بالنسبة لنا”، مضيفاً أن حزبه “سيتعين عليه فحص الأخطاء التي حدثت خلال الحملة”.
رئيس وزراء بلجيكا يعلن استقالته
أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو استقالته بعد هزيمة حزبه “الليبراليين والديمقراطيين الفلمنكيين”، في الانتخابات الأوروبية. ومع فرز ما يقرب من 90% من الأصوات، حصل حزب رئيس الوزراء على 5.9% من الأصوات في الانتخابات الفيدرالية. وفي كلمة أمام أنصاره،
فوز اليمين المتطرف الإيطالي
وتصدر حزب “إخوة إيطاليا” (فراتيلي ديتاليا) اليميني المتطرف، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني نتائج الانتخابات الأوروبية بحصوله على ما لا يقل من 27% من الأصوات، وفق استطلاعات نشرت بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
وحل الحزب الديمقراطي (يسار وسط)، حزب المعارضة الرئيسي، في المرتبة الثانية بحصوله على أكثر من 23% تليه حركة “5 نجوم” الشعبوية بقيادة رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي بنسبة تناهز 11%، وفق الاستطلاعات التي أجريت لصالح وسائل الإعلام الإيطالية الرئيسية، خصوصاً RAI و Mediaset و SkyTG24 و La7.
حرب غزة رمزا لمكافحة اليمين بالانتخابات الأوروبية
في ظل التوقعات المتزايدة بحصول الجماعات اليمينية المتطرفة على عدد كبير من المقاعد في انتخابات البرلمان الأوروبي، بدأ الحديث عن تداعيات ذلك على الشؤون الخارجية للسياسة الأوروبية، بعد إعراب عدد من المرشحين عن دعمهم للاحتلال الإسرائيلي في الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ نحو 9 أشهر.
وفي المقابل، تشير استطلاعات الرأي إلى أن المشرعين اليساريين في الاتحاد الأوروبي الداعمين للقضية الفلسطينية، لا يملكون قوة الأصوات المطلوبة للتأثير على سياسة الاتحاد الأوروبي المتسمة أساسا بالمعايير المزدوجة والتوافق الكبير مع تل أبيب.
وبينما كانت تركز انتخابات البرلمان الأوروبي تقليديا على قضايا داخلية مثل ملف الهجرة والسياسة الزراعية، وتغير المناخ ومعدلات التضخم، تأتي خصوصية انتخابات هذا العام في تناولها لمواضيع وأزمات تقع خارج أسوار الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فلسطين.
وقد سلط اعتراف إسبانيا وأيرلندا إلى جانب النرويج (خارج الاتحاد الأوروبي) بدولة فلسطين في 28 ماي الماضي، وانضمام سلوفينيا إليها يوم الثلاثاء 4 يونيو الجاري، الضوء على انقسامات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن القضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا السياق، لم تعلن برلين عن اهتمامها باتخاذ هذه الخطوة لأنها لا تزال حساسة بشأن تعاملها مع الاحتلال الإسرائيلي حتى بعد مرور 80 عاما على الهولوكوست، بينما برر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه موقف بلاده بأن “الوقت لم يحن بعد” وأن “الاعتراف بدولة فلسطين ليس من المحرمات بالنسبة لباريس”.
وعلى الرغم من ذلك، يبرز اسم حزب “ميرا 25” ذي الميول اليسارية في ألمانيا باعتباره الحزب السياسي الوحيد الذي يضع فلسطين على ورقة الاقتراع وتحريرها في قلب حملته الانتخابية، بينما تعمل أحزاب أخرى ناشئة في البلاد على تآكل الدعم لحزب الخضر الألماني والديمقراطيين الاشتراكيين، وهما من الأحزاب الرئيسية التي حافظت على دعم قوي لإسرائيل.
أما في إسبانيا، فقد أصبحت القضية الفلسطينية محور النقاش السياسي، وأدى اعتراف الحكومة بفلسطين كدولة إلى تعزيز الدعم لحزب سومار اليساري المتطرف والحزب الاشتراكي والائتلاف الحاكم.
تقارير إعلامية