الوضع الإنساني في غزة يتفاقم مع تواصل المنخفض الجوي وغياب المساعدات

قال المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين، كاظم أبو خلف إن ظروف أطفال قطاع غزة المعيشية صعبة، لا سيما في ظل هطول الأمطار مع تجدد المنخفض الجوي.
وأضاف خلف في تصريحات صحفية أن حجم الاحتياجات في قطاع غزة كبير للغاية مع تواصل انهمار الأمطار بغزارة ودخول المياة إلى الخيام. وتابع “وزعنا 600 ألف بطانية و7 آلاف خيمة في غزة وهذه الكميات لا تكفي الحاجة”.

ويشهد قطاع غزة موجة من المعاناة الجديدة، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة بغرق المئات من خيام النازحين، lما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع، في ظل المنخفض الجوي الجديد وهطول الأمطار وسط الرياح الشديدة.
وفي سياق متصل، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات حاجة لحبيب، إن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة “يجب أن تتدفق كالسيل، لا قطرة قطرة”.
جاء ذلك في حديث صحفي في إطار اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث تطرقت إلى القيود “الإسرائيلية” المفروضة على إدخال المساعدات إلى غزة، لافتة إلى أن الفلسطينيين ما زالوا يُقتلون يوميا رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت المتحدثة إلى أنها زارت مصر قبل أسبوعين ولم تسمح لها (إسرائيل) بدخول غزة، وإلى احتجاز مئات شاحنات المساعدات عند معبر رفح الحدودي، مضيفة أن الاحتياجات في غزة تزداد بشكل خاص خلال أشهر الشتاء.
من جهته، قال المختص في الشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر إن الأرقام المتعلقة بدخول المساعدات إلى غزة تكشف عن بنية اختناق اقتصادي مُدار، لا عن خلل إنساني عابر.
وأضاف أبو قمر في تصريح صحفي يومه الثلاثاء، “بينما ينص اتفاق وقف إطلاق النار على دخول أكثر من 37 ألف شاحنة خلال شهرين، لم يدخل فعليا سوى نحو 14.5 ألف شاحنة، بعجز يقارب 61%”.
وأوضح المتحدث أن هذا التقليص يستهدف ضبط مستوى الاستهلاك والإبقاء على الاقتصاد المحلي عند حده الأدنى، بما يمنع الانهيار الكامل دون السماح بأي تعاف ذاتي، مضيفا أن هذه السياسة تتعزز عبر التحكم في تركيبة المساعدات، من خلال السماح بإدخال سلع منخفضة القيمة الغذائية، مقابل منع مواد أساسية ومستلزمات طبية وقطع غيار، ما يؤدي عمليا إلى تعطيل دورة الإنتاج والاستهلاك معًا.
إعلان أوروبي مشترك بشأن المساعدات
وقعت إيطاليا وألمانيا، يومه الثلاثاء على إعلان مشترك بشأن تعزيز وإحياء الالتزام بتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مع ضرورة تدفق المساعدات إلى الفلسطينيين في القطاع قبل حلول الشتاء.
جاء ذلك عقب لقاء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني مع نظيره الألماني يوهان فاديفول بالعاصمة روما.

وجدد البيان دعم روما وبرلين لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وأقرها مجلس الأمن الدولي، وتنص على استئناف المساعدات الإنسانية دون عوائق، مشيرا إلى أن الجانبين يهدفان لإنشاء منصة مشتركة لتنسيق جهود القطاع الخاص والمجتمع المدني، والتأكيد على الدور المحوري للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في الاستجابة الإنسانية الفعالة.
وأمس الإثنين، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تأخر وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بسبب إعطاء الأولوية للسلع التجارية على حساب شحنات المساعدات، في وقت تواصل فيه العواصف الشتوية في مفاقمة الظروف المعيشية المتردية أصلا للعائلات النازحة.
ووفقا لأولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب أوتشا في غزة، فإن الاحتياجات تتزايد بوتيرة أسرع من قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات، على الرغم من الجهود المتواصلة التي تبذلها الأمم المتحدة وشركاؤها.
الوضع الميداني والإنساني
قالت وزارة الصحة بقطاع غزة اليوم الثلاثاء، أنه تم انتشال شهيدين و6 إصابات وصلوا المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأفادت الوزارة في تقرير لها، أنه منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025 بلغ إجمالي الشهداء 393 شهيدا، وإجمالي الإصابات 1074 مصابا، وإجمالي الانتشال 634 شهيدا.
وحسب الوزارة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 70.667 شهيدا و 171,151 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وذكرت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
من جهتها، انتشلت طواقم الدفاع المدني صباح اليوم الثلاثاء، عدد من المصابين جراء انهيار منزل متضرر من القصف “الإسرائيلي” على رؤوس ساكنيه بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
وشهدت منطقة المواصي غرق الخيام بسبب تجمع الأمطار في المنطقة نظرا لالتصاق بعضها البعض، جراء المنخفض الجوي، رغم ما قام به الأهالي من وضع أكياس الرمال وبعض الحجارة وتجوير الأرض كمصرف للأمطار.

كما أن المعضلة في منطقة المواصي أن مساحات كبيرة منها، منخفضة وهي مناطق زراعية نصب النازحون الخيام فيها، تحت وطأة النزوح والقصف والتهجير القسري من مناطقهم، على مدار عامين من حرب الإبادة.
ويواجه مئات آلاف المواطنين في غزة هذا الواقع المأساوي بخيام بدائية مهترئة، وغياب أدنى مقومات الحياة من أغطية وملابس شتوية تقيهم وأطفالهم قسوة الأمطار وفصل الشتاء.
وحذر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، من أن آلاف المنازل التي دُمرت جزئيا خلال الإبادة “الإسرائيلية” مهددة بالانهيار في أي لحظة بفعل الأمطار والرياح العاتية.
وكالات




