الندوة السنوية لمجلس الشورى.. لحظة هامة في المسار الفكري والتصوري للحركة
دأبت حركة التوحيد والإصلاح على فتح ورش المراجعة والنقد الذاتيين وطرح سؤالي التجديد والمستقبل للوقوف على كسبها وعطائها من جهة، ونجاحها وإخفاقها من جهة ثانية، واستمر ذلك خلال عدد من المحطات أبرزها الندوة السنوية التي يعقدها مجلس الشورى والذي يعد أعلى هيئة تقريرية للحركة بعد الجمع العام انطلاقا من مبادرة السؤال التي نظمت بين سنتي 2007 و2008 من خلال ندوات مركزية وجهوية وإقليمية ترجمت إلى كتاب بنفس العنوان “مبادرة السؤال: من أجل حركية فكرية جديدة”.
واستمرت الحركة في هذه الدينامية مع دورات مجلس الشورى السنوي للوقوف على الوضعية العامة ومناقشة تقارير الإنجاز وعرض الإشكالات ذات الأولوية واتخاذ التدابير اللازمة والممكنة بصددها، كما يقيم المجلس إلى جانب ذلك ندوات فكرية سنوية لممارسة السؤال ومناقشة الخطاب وتقييم الممارسة، وتقويم الأداء، واستشراف المستقبل.
وتناولت هذه الندوات بداية من محطة مبادرة السؤال مواضيع: الشورى والديمقراطية (2007)، وخيار المشاركة (2008)، ثم المغرب وتدافع الهوية والقيم (2009)، ومدارسة التوجه الاستراتيجي 2010-2014 (2010)، وحركة التغيير بالمنطقة العربية وتحديات الإصلاح الديمقراطي بالمغرب (2011)، والمجتمع المدني والأدوار الجديدة (2013)، وتطوير البنية التنظيمية للحركة (2014)، والوظيفة الدعوية للحركة: الواقع والآفاق (2015)، والخصائص المنهجية في مسار الحركة (2016)، ومراجعة ورقتي “الميثاق” و”الرؤية السياسية” (2017)، ومدارسة: توجهات وأولويات المرحلة 2018-2022 + ميثاق الحركة + ورقة حول الرؤية السياسية (2018)، ومؤخرا “حركة التوحيد والإصلاح: أسئلة المستقبل.. أية رؤية” (27 أبريل 2019).
وانعكس هذا الوعي في المخطط المرحلي للحركة لمرحلة 2018 – 2022 وفي برامج أقسامها ونخص بالذكر “قسم الإنتاج العلمي والفكري”، وانعكس هذا الاهتمام بشكل واضح في عمل مجلس شورى الحركى في موضوع “حركة التوحيد والإصلاح: أسئلة المستقبل.. أية رؤية؟” وترجمت أعمال ندوة المجلس إلى كتاب يحمل نفس العنوان ويهدف لاستشراف الحركة لما بعد 2022 بحيث سنتهي المخطط الاستراتيجي الذي وضعته الحركة 2006 -2022 وإطلاق الحركة لورش التفكير الاستراتيجي في مستقبل الحركة وتفاعلاتها مع التحولات القيمية والثقافية والاجتماعية والسياسية الراهنة المنصوص عليها في ورقة التوجهات والأولويات الاستراتيجية للمرحلة المقبلة 2018-2022 التي صادق عليها الجمع العام الوطني السادس في 6 غشت 2018.
وجاءت ندوة 2020 في سياق استثنائي من خلال الإجراءات الاحترازية التي فرضها انتشار جائحة فيروس “كوفيد-19” في المغرب والعالم حيث خصص مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح موضوع الندوة بعنوان “العمل الإسلامي وجائحة كورونا” والتي ستعقد يومي السبت والأحد 10 و11 أكتوبر 2020 في احترام تام للتدابير الاحترازية التي أقرتها السلطات العمومية لمناقشة عدد من القضايا المستجدة في ظل هذا الظرف الاستثنائي وغير المسبوق.
فيما خصصت حركة التوحيد والإصلاح الندوة السنوية لمجلس الشورى 2021، لمناقشة موضوع: “ربع قرن من مسيرة حركة التوحيد والإصلاح”، والتي انعقدت السبت والأحد 10 و 11 أبريل 2021 بالرباط.
وتطرقت الجلسة الأولى للندوة لموضوع “الرسالية عند حركة التوحيد والإصلاح: الكسب والآفاق”، فيما تناولت الجلسة الثانية من الندوة موضوع “المشاركة الإيجابية عند حركة التوحيد والإصلاح: الحدود والأثر والإمكان”، فيما ناقشت الجلسة الثالثة والأخيرة موضوع “التمايز بين الدعوي والسياسي”.
ومن المرتقب أن تعقد الحركة ندوتها السنوية لمجلس الشورى 2022 يومي السبت والأحد 21 و 22 ماي 2022، وتخصص لمناقشة محورين: “أي هوية للحركة؟” و “أي نموذج إصلاحي للحركة؟“، وتعد الندوة الرابعة لمرحلة (2018-2022م) في أفق اقتراب انعقاد الجمع العام الوطني السابع.
ومن خلال هذه الدينامية التي سعت إليها الحركة تعد هذه المحطات لحظة هامة في المسار الفكري والتصوري للحركة في الدفع بالعقل الحركي الإسلامي عامة والعقل الجمعي لحركة التوحيد والإصلاح خاصة في اتجاه طرح الأسئلة الصحيحة من أجل مقاربة أفضل للحاضر وانسداداته، واستشراف أبصر بالمستقبل وتحدياته.
الإصلاح