الملك محمد السادس في الذكرى 60 للبرلمان المغربي: الديمقراطية ليست وصفة جاهزة أو نموذجا قابلا للاستيراد
افتتحت اليوم الأربعاء بالرباط أشغال الندوة الوطنية المخلدة للذكرى الستين لقيام أول برلمان منتخب في المملكة والتي تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. ووجه الملك محمد السادس رسالة إلى المشاركين في الندوة الوطنية تلاها رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي.
وأكدت الرسالة الملكية أن الديمقراطية ليست وصفة جاهزة أو نموذجا قابلا للاستيراد، وإنما هي بناء تدريجي متأصل، مستوعبٌ للتعددية والتنوع، متفاعلٌ مع السياق الوطني وخصوصيات كل بلد، دون تفريط في المعايير الكونية للديمقراطية التمثيلية، والتي من بين أسسها الاقتراع الحر والنزيه، والتعددية الحزبية، والتناوب على تسيير الشأن العام.
و نبه الملك محمد السادس في رسالته السامية إلى أن هذا الحدث الهام له ثلاث غايات أساسية وهي، تذكير الأجيال الحالية والصاعدة بالمسار الديمقراطي والمؤسساتي الوطني، وبما راكمه من إصلاحات في إطار التوافق الوطني، والوقوف على ما أنجزته بلادنا في مجال العمل البرلماني، وعلى مكانة السلطة التشريعية في مسار الإصلاحات المؤسساتية والسياسية والتنموية، التي عرفها المغرب طيلة هذه الفترة من تاريخنا المعاصر، واستشراف مستقبل النموذج السياسي المغربي، في أفق ترسيخ أسس الديمقراطية التمثيلية، وتكريس مبدأ فصل السلط، تعزيزا لتقاليدنا المؤسساتية الضاربة جُذورُها في عمقنا الحضاري.
ويناقش المشاركون في الندوة موضوعين أساسيين يتعلقان ب “التطور الدستوري لبنية ووظائف البرلمان” و”دعامات وتحديات وأفاق العمل البرلماني”، حيث سيتناول الباحثون والمختصون خلال الجلسة الأولى نظام الثنائية البرلمانية بالمغرب، والعلاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية، وتقييم السياسات العمومية، فيما ستتطرق الجلسة الثانية للعلاقة بين البرلمان والممارسة الديمقراطية، و”البرلمان المنفتح”، والتحديات المرتبطة بالعمل البرلماني.
وبالموازاة مع هذه الندوة ينظم البرلمان بمجلسيه، معرضا للصور والوثائق بشراكة مع مؤسسة أرشيف المغرب، يبرز المحطات الأساسية التي ميزت العمل البرلماني، والذي واكب منذ البداية التطور المؤسساتي والديمقراطي والمجتمعي بالمغرب، بدءا من إحداث المجلس الوطني الاستشاري سنة 1956 كأول نواة للبرلمان المغربي بمبادرة من المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، ومرورا بالمصادقة على أول دستور للمملكة المغربية وإجراء الانتخابات التي انبثق عنها أول برلمان مكون من مجلسين مجلس النواب ومجلس المستشارين سنة 1963 في عهد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، ووصولا إلى الإصلاحات العميقة والتنمية الشاملة والمتعددة الأبعاد التي يقودها جلالة الملك محمد السادس.
كما سيتم بهذه المناسبة، تكريم البرلمانيتين السابقتين بديعة الصقلي ولطيفة بناني سميرس، باعتبارهما أول سيدتين تم انتخابهما في البرلمان المغربي في تسعينيات القرن الماضي.