المقرئ: هذه خصائص الخطاب الدعوي عند حركة التوحيد والإصلاح
أصدرت حركة التوحيد والإصلاح ضمن إصداراتها كتاب “الخطاب الدعوي مواصفاته وأولوياته” للمفكر المغربي المقرئ الإدريسي أبو زيد، تتبع فيه خصائص الخطاب الدعوي للحركة؛
الكتاب يقدم قراءة في الورقة التي أنتجتها حركة التوحيد والإصلاح تحت عنوان “الرؤية الدعوية”، وتحديدا في شقها الثاني المعنون ب”الخطاب الدعوي مواصفاته وأولوياته”.
أهمية الكتاب
يستمد الكتاب أهميته من محاولته تقديم قراءة في الرؤية المؤطرة لوظيفة تعتبر من الوظائف الأساسية عند حركة التوحيد والإصلاح، وهي وظيفية الدعوة، خصوصا في شقها النظري المرتبط بخصائص خطابها الدعوي ومدى قدرته على النفاذ إلى مشاكل المجتمع ومواكبة تحولاته.
مضمون الكتاب
يتوزع الكتاب على محورين أساسيين هما؛ محور: خصائص الخطاب الدعوي عند الحركة، ومحور: تأملات حول مقومات الشخصية الدعوية.
المحور الأول: خصائص الخطاب الدعوي: حركة التوحيد والإصلاح نموذجا
ينقسم هذا المحور إلى فصلين؛ الفصل الأول قصد فيه المقرئ الإدريسي أبو زيد إلى تحديد أهم “مواصفات الخطاب الدعوي عند حركة التوحيد والإصلاح”، حيث حددها في سبع؛ الإيمانية بما هي ربط للخطاب الدعوي بالرؤية والقيم الإيمانية، والوضوح بما لا يسقط في التسطيح والتبسيط، والرحمة والرأفة، والاعتدال والتوازن، والتدرج من حيث هو سنة كونية وتشريعية في نفس الآن، والإيجابية سواء في اتجاه النظرة إلى المدعوين أو الإصرار على الدعوة تأسيا بالأنبياء عليهم السلام، والحكمة التي يعرفها المقرئ ب”الملاءمة المنتجة”.
ويناقش الفصل الثاني “أولويات الخطاب الدعوي عند الحركة”، حيث قسمها المقرئ إلى أولويات ثابتة حددها في أركان الإيمان، والعبادات، والأخلاق والمعاملات. وأولويات ظرفية وهو ما لم تحدده ورقة الرؤية الدعوية للحركة، ما أرجعه المقرئ إلى مرونتها لأنها تقدم رؤية وليس منهجية تفصيلية.
المحور الثاني: مقومات الشخصية الدعوية
ينبه المقرئ في هذا المحور إلى أن تحديد مقومات الشخصية الدعوي لا ينبغي أن يسقط في طلب النموذج الكامل، ذلك أن الكمال لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، وعلى ضوء هذا المحذر يطرح أهم هذه المقومات؛ الإخلاص والمصداقية والعلم الشرعي والروح التجديدية، والنقد الذاتي والحكمة والذكاء واحترام التخصص، وعلو الهمة، والحذر الفكري والأمني والسياسي.
والكتاب إذ يقدم هذه القراءة في الرؤية الدعوية للحركة يقدمها بأسلوب سلس، غير عصي على الفهم، مع غزارة في الاستشهاد بالنصوص القرآنية والعبر من السيرة النبوية، مع استحضار الشواهد التاريخية دون إغفال التحديات الواقعية والراهنة للخطاب الدعوي.
الإصلاح/ أحمد الحارثي