المقاومة الفلسطينية تعطي الدروس الأخلاقية للاحتلال في التعامل مع الأسرى
لازالت المقاومة الفلسطينية تعطي للاحتلال “الإسرائيلي” وللدول الغربية التي تدعمه الدروس الأخلاقية المستمدة من الدين الإسلامي في حُسن المعاملة مع الأسرى واحترام الاتفاقيات والمعاهدات، فيما لازال الاحتلال يكشف عن وجهه البشع المجرم.
لقد ظهرت تلك القيم الأخلاقية قبل صفقات التبادل، حيث تواترت شهادة من “إسرائيليين” منذ 8 أكتوبر، أي بعد يوم من عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية -حماس تؤكد على حسن التعامل معهم من المقاومة الفلسطينية.
حسن المعاملة الفلسطينية
وخرجت المستوطنة المسنة “يوخفد ليفشيتز” التي أفرجت عنها كتائب “القسام” في بداية العدوان على غزة في ندوة صحفة لتقولها إنها لقيت “معاملة جيدة واهتماما بتوفير الاحتياجات” خلال الأَسر، مضيفة أنهم “عاملونا بشكل جيد، واهتموا بجميع احتياجاتنا وقالوا لنا إنهم أناس يؤمنون بالقرآن ولن يضرونا”.
ولعل أهم الشهادات ما تضمنته رسالة دانيال التي أطلقت كتائب القسام سراحه مع ابنتها إيميليا ضمن الدفعة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع إسرائيل، في اليوم الأول للهدنة المؤقتة، حيث توجهت في رسالتها بالشكر من أعماق قلبها للذين رافقوها خلال الأسابيع الماضية على إنسانيتهم التي أظهروها تجاه ابنتها.
كما ذكرت وسائل إعلام “إسرائيلية” أن شهادات المحتجزين المفرج عنهم مؤخرا من قبل حركة المقاومة الإسلامية – حماس في غزة أكدت أن الحركة أحسنت معاملتهم، وأنهم لم يتعرضوا لأي نوع من العنف أو الإهانة.
حتى أن الإعلام العبري خاصة صحيفة “هآرتس” و”القناة 12″ نقلت عن المحتجزين زيارة رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار هم وحديثه لهم باللغة العبرية وتطمينهم بأنهم في المكان الأكثر أمانا ولن يحصل لهم مكروه.
سوء المعاملة “الإسرائيلية”
في الجانب الآخر حيث الاحتلال الإسرائيلي، تواترت شهادة الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال، حيث قدموا شهادات وحملت أجسادهم أدلة شاهدة على سوء المعاملة والتعرض للضرب والشتائم، حتى قبيل نقلهم إلى سجن عوفر تمهيدا للإفراج عنهم.
وتنقل مقابلات لقناة “الجزيرة” عن أسرى أن سلطات الاحتلال تذيق المعتقلين أصنافا من التعذيب النفسي والجسدي يفضي في بعض الحالات لاستشهاد بعض الأسرى.
وبينت شهادة الطفل محمد نزال الذي عانق الحرية فجر اليوم الثلاثاء وقدم شهادته عن واقع الضيافة في سجون إسرائيل، أنه دخل السجون الإسرائيلية سليما، وخرج منها مصابا بكسر ورضوض جراء تعرضه للضرب المبرح.
وقالت عطاف جرادات، إحدى الأسيرات المفرج عنها من السجون الإسرائيلية عقب الإفراج عنها في الدفعة الرابعة ضمن صفقة التبادل بين حركة “حماس” وإسرائيل، فجر الثلاثاء، إن الأسيرات الفلسطينيات “تعرضن للضرب بشكل مبرح وللإهانة بعد 7 أكتوبر الماضي”.
ويبدو أن اختلاف أوجه حسن المعاملة التي تضمنتها تصريحات المحتجزين “الإسرائيليين” هو ما ضجة في مختلف الأوساط “الإسرائيلية” التي وجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة بنيامين نتنياهو وتعاملها مع ملف الأسرى والمفقودين، وإدارتها الفاشلة لهذا الملف، على حد وصفها.
موقع الإصلاح