“القدس الدولية” ترصد انتهاكات خطيرة بحق المسجد الأقصى خلال الأسبوع الماضي

تناولت القراءة الأسبوعية لمؤسسة القدس الدولية الانتهاكات الخطيرة؛ التي شهدها المسجد الأقصى خلال أسبوع الرصد (12-18 نونبر 2025).وسجل اقتحامات متتالية للمستوطنين لساحات المسجد، شارك في إحداها ضابط سابق في جهاز “الشاباك”، بينما اقتحم عمدة نيويورك السابق إيريك آدامز حائط البراق المحتلّ، والأنفاق أسفل الأقصى.
وشهد المسجد تصعيدا خطيرا في سياق محاولة تقديم القرابين داخل الأقصى، إذ اقتحمت مجموعة من 8 مستوطنين باحات الأقصى عبر باب الأسباط، حاملين قرابين حيوانية مكوّنة من ماعز و3 حمامات، غير أنّ حراس المسجد تمكنوا من التصدي لهم وإحباط مخططهم.

وفي سياق موازٍ، كشفت صحف أجنبية عن تقديم عضوين في الكونغرس الأميركي مشروع قانون يهدف إلى فرض السيادة “الإسرائيلية” على المسجد الأقصى. أما على صعيد الحفريات المحيطة بالمسجد الأقصى، فقد كشفت مصادر محلية عن أعمال تسوية وحفر جديدة داخل الطبقات السفلية الملاصقة للأقصى، ولا سيما عند الزاوية الجنوبية منه.
وفي سياق التهويد الديمغرافي، يواصل الاحتلال هدم منازل المقدسيين وتهجيرهم منها، إلى جانب مساعيه للسيطرة على أراضيهم.
فقد اقتحم مستوطنون قطعة أرض في بلدة صور باهر، تبلغ مساحتها نحو 6 دونمات، ووضعوا حولها سياجًا حديديًا.. بينما حذّرت محافظة القدس من مشروع خطير يستهدف 130 دونما في منطقة قلنديا، إذ يسعى الاحتلال إلى إقامة منشأة لحرق النفايات وتدويرها، ما يهدد بتهجير عشرات العائلات وإعادة رسم حدود الجدار الفاصل.
وسلطت القراءة الأسبوعية الضوء على قضية كشفَتها صحيفة يديعوت أحرونوت، تتعلق بمساعٍ لإقالة قائد منطقة القدس أمير أرزاني وتعيين أفشالوم بيلد، المقرب من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بديلاً عنه. وتأتي هذه الخطوة في سياق تصعيد العدوان على المسجد الأقصى، وخاصة مع اقتراب شهر رمضان، وهو ما يُشير إلى محاولة الاحتلال تعزيز السيطرة الأمنية والسياسية الإسرائيلية على المسجد.
وفي السياق ذاته، يواصل المستوطنون اقتحاماتهم للأقصى بحماية من شرطة الاحتلال، وأدّى المستوطنون طقوسا يهودية علنية داخل المسجد، وظهر بينهم مستوطن يرتدي قميصا يحمل علم الاحتلال. وشارك في الاقتحام ضابطٌ سابقٌ في جهاز “الشاباك”، وأدى عدد من المستوطنين طقس “السجود الملحمي”.
وفي يوم الجمعة الماضية، فرضت شرطة الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في محيط الأقصى وعند أبوابه. وبعد انتهاء صلاة الجمعة خرجت جنازة رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ورئيس مجلس أمناء مدارس الإيمان، الشيخ عبد العظيم سلهب، متجهة إلى مقبرة باب الرحمة.
وفي 17 نونبر اقتحم المسجد الأقصى 198 مستوطنا إضافة إلى 974 “سائحا” وفي اليوم نفسه، اقتحم عمدة نيويورك السابق إريك آدامز منطقة حائط البراق المحتل، ثم تجوّل في الحفريات الجديدة أسفل المسجد الأقصى والمتصلة بأنفاق حائط البراق.
وفي 18 نونبر تمكن ثمانية مستوطنين من اقتحام المسجد عبر باب الأسباط حاملين قرابين حيوانية (وهي ماعز وثلاث حمامات) واتجهوا بها نحو منطقة باب الرحمة، إلا أن حراس الأقصى تصدّوا لهم ومنعوهم من تنفيذ مخططهم، فيما قامت شرطة الاحتلال باعتقالهم، وإخراجهم من المسجد.
ويُشير هذا التطور إلى محاولة أذرع الاحتلال المضي قدما في تنفيذ طقوس تقديم “القربان”، في سياق المضي قدما من البناء المعنوي إلى البناء المادي “للمعبد” المزعوم.
وفي السياق نفسه، يواصل الاحتلال تكثيف الحفريات في محيط الأقصى، وكشفت مصادر محلية أن الاحتلال ينفذ أعمال تسوية في طبقات سفلية ملاصقة للأقصى، وتحديدا عند الزاوية الجنوبية الغربية، ما بين المتحف الإسلامي والمصلى القبلي، مع تعمّده التكتّم عليها.
وقد تمكّن أحد الباحثين من توثيق صورة للموقع تُظهر قربه الشديد من حفريات الاحتلال، وسط ترجيحات بأن هذه الأعمال تُستغل لتثبيت رواية الاحتلال.
وفي سياق استفادة الاحتلال من هذه الحفريات، قُدمت ما تُسمى “مؤسسة تراث الحائط الغربي” قطعةً أثرية مسروقة من محيط حائط البراق وحارة المغاربة غرب المسجد الأقصى، إلى أسير إسرائيلي سابق في غزة.
و كشف موقع “ميدل إيست مونيتور” عن تحركات داخل الكونغرس الأميركي، يقودها عضوا الحزب الجمهوري كلوديا تيني وكلاي هيجينز لتقديم مشروع قانون يقضي بالاعتراف بالسيادة “الإسرائيلية” الكاملة على المسجد الأقصى.
وفيما يتعلق بالتهويد الديموغرافي، لا يزال الاحتلال ماضيا في سياسة تهجير المقدسيين عبر هدم منازلهم ومنشآتهم، والاستيلاء على أراضيهم، وأصدر أوامر بإخلاء منازل وأراضٍ زراعية فلسطينية في بلدة قلنديا شمال القدس خلال 20 يوما، بذريعة إقامة منشأة لمعالجة النفايات واستعادة الطاقة لصالح بلدية الاحتلال خلف جدار الفصل العنصري.

ويستند هذا القرار إلى تفعيل وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش أوامر مصادرة قديمة تعود لعامي 1970 و1982، للسيطرة على أراضٍ شاسعة في قلنديا وبيت حنينا، تشمل مئات الدونمات.
من جهتها، أوضحت محافظة القدس، أنّ هذا المخطط، يسمح للاحتلال بإعادة ترسيم مسار الجدار الفاصل، وهدم منازل عشرات الفلسطينيين، إضافة إلى تحقيق السيطرة على أكثر من 130 دونمًا من أراضي البلدة.
مواقع إلكترونية




