الصحة العالمية: كارثة تهدد شمال قطاع غزة بسبب نقص الإمدادات
أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرا شديد اللهجة بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة لا سيما شطره الشمالي، واصفة إياها بـ”الكارثية”، حيث يواجه القطاع نقصًا حادًا في الغذاء، الأدوية، الوقود، والمأوى.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي بجنيف، إن 90% من النازحين في غزة يعيشون الآن في خيام بعد أن فقدوا مأواهم.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس 28 نوفمبر من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني من نقص حادّ في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه وتسهيل العمليات الإنسانية فيه. ووصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه “كارثي”.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنّه عندما اندلعت الحرب في غزة قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على جنوب “إسرائيل” في 7 أكتوبر، لجأ تقريبا جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.
وأضاف في مؤتمر صحافي في مقرّ المنظمة في جنيف “الآن، يعيش 90 في المئة منهم في خيم”. وأوضح أنّ “هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية”. وحذّر تيدروس من أنّ الوضع مروّع بشكل خاص في شمال غزة الذي يشهد عملية عسكرية واسعة منذ أكتوبر الماضي.
تحديات القطاع الصحي
وكان تقرير لمنظمة الصحة العالمية، بناءً على زيارة ميدانية استمرت ثلاثة أيام في شمال غزة، قد أشار في وقت سابق إلى وجود نقص حاد في الأدوية الأساسية، وارتفاع عدد مرضى الصدمات والمصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى علاج عاجل. وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، إن 22 طلبا لتنفيذ مهمات طبية في شمال غزة قُدمت خلال نوفمبر، لكن تم تسهيل 9 فقط منها.
وأضاف بيبركورن أن المستشفيين الوحيدين اللذين ما زالا يعملان في شمال القطاع، وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، يعانيان نقصا شديدا في الوقود، محذرا من أن العمليات الإنسانية قد تتوقف بالكامل إذا لم يتم تأمين الوقود اللازم.
إجلاء المرضى والعقبات المستمرة
في تطور إيجابي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تمكنت من إجلاء 17 مريضا من غزة إلى الأردن هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن يتلقى 12 منهم العلاج في الولايات المتحدة. وأوضح بيبركورن أنّ هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت “إسرائيل” معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو الماضي.
ومع ذلك، يظل نحو 12 ألف مريض في القطاع بانتظار الإجلاء لتلقي العلاج الطبي، وهو ما يتطلب توفير ممرات آمنة. وأكد بيبركورن أنه إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، فإن عمليات إجلاء المرضى قد تستغرق سنوات طويلة.
تؤكد منظمة الصحة العالمية على الحاجة الملحة لتسهيل العمليات الإنسانية في غزة وتوفير الإمدادات الأساسية للسكان المتضررين. ومع استمرار الحصار وتدهور الأوضاع، يظل الوضع في القطاع بمثابة اختبار حقيقي للجهود الدولية في مواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وكالات