الريسوني يحاضر في موضوع “الاختيارات المغربية في التدين والتمذهب” بفاس
نظم قسم الدعوة الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بفاس لقاء تواصليا مع العالم المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني، رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول موضوع: “الإختيارات المغربية في التدين والتمذهب”، وذلك يوم الأحد 26 ماي 2019 بالمركب الثقافي الحرية بفاس.
أكد الدكتور الريسوني في بداية حديثه على أن الإختيارات التي جاءت في الموضوع تختزل في طياتها الكثير، فهي تعرف بأهل المغرب، طبعا المغرب الأقصى الكبير الواسع الذي يشمل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريطانيا والسينغال إضافة إلى الأندلس، وتعرف كذلك بطبيعة شعوب المنطقة وتاريخهم وواقعهم، وأن هذه الإختيارات لم يفرضها على أهل المنطقة أحد، لا من الاستعمار ولام ن الأمم التي عمرت المنطقة ولا من السلاطين ولا من غيرهم وإنما هي جهود جاءت عبر مر العصور منذ القرن الأول الهجري شيئا فشيئا إلى القرن الثاني ثم الثالث إلى العصر الحديث.
وأضاف العالم المقاصدي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن هذه الاختيارات جاءت بجهود العلماء وسجالاتهم المتتالية وذهابهم وإيابهم وغدوهم ورواحهم إلى المشرق، إلى المدينة المنورة، إلى العراق، إلى الشام، إلى مصر وهؤلاء العلماء وطلاب العلم يجوبون هذه الأقطار للحج والعمرة والعلم والتعرف والسياحة العلمية، .. وبعد ذلك يدور النقاش بينهم ويستمر سنين وسنين عبر صولات وجولات شيئا فشيئا والقناعات تتراكم وتتجمع لتفرز هذه الاختيارات.
ثم ذكر بالاختيارات الثلاث المغربية الواردة في مثن عبد الواحد بن عاشر الاندلسي: “في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك” الجديد الذي يضيفه ويؤكد عليه الدكتور الريسوني هو قراءة الإمام نافع وبذلك تكون الاختيارات التي رسخت في حياة شعوب المغرب الأقصى أربعة: مذهب الأشعري في العقيدة، مذهب الإمام مالك في الفقه وطريقة الجنيد في السلوك والتصوف والتزكية وقراءة نافع للقرآن الكريم.
هذا وربط المحاضر قوة المنطقة ووحدة شعوبها حاضرا ومستقبلا مرتبط بها وأن المستقبل لهذه الإختيارت، معللا كلامه بأن المنطقة المغاربية كانت ولازالت توجد بها مذاهب كمذهب الأوزاعي، ومذهب الإمام أبي حنيفة، وقراءة حمزة الزيات وقراءة أبي عامر، وعرفت المنطقة المذاهب الفقهية والعقدية من خوارج ومعتزلة وشيعة. فالاختيارات الأربعة يقول الريسوني، أنها كانت حاضرة وتحاور وتصارع وتدافع إلى أن استتب لها الأمر وتحققت لها الغلبة والقبول الواسع عند العلماء والشعوب في المنطقة المغاربية.
ونبه الريسوني الحضور إلى أن المنطقة كانت تعرف هجوما بالمال والكتب والرجال والإعلام للمذهب الوهابي، إلا أن الواقع يؤكد أن هذا المذهب يعرف اندحارا قويا على جميع المستويات ويشير إلى قاعدة كونية وهي أن الواقع لا يقبل الفراغ وبذلك فإن المستقبل للاختيارات الأربعة في المنطقة المغاربية عموما وفي المغرب الصغير خصوصا.
واستمر الريسوني في الشرح والتحليل لكل اختيار على حدة وزاد في البيان والتوضيح بعد مداخلات الجمهور واستفساراتهم التي أغنت اللقاء وبينت مدى رغبة واهتمام الحاضرين بالموضوع.
ختم اللقاء بفقرة خصصها المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بفاس لتكريم الدكتور الريسوني والتواصل مع محبيه واعدا جمهوره بلقاءت أخرى لمزيد من البحث والتعمق في الموضوع لما له من ارتباطات روحية واجتماعية واقتصادية وسياسية.
محمد نجيب فني