الراشدي: الفساد يدمر التماسك والاستقرار الاجتماعيين و 3% من المغاربة بلغوا عن الفساد
أكد رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الرشوة ومحاربتها، محمد البشير الراشدي أن الفساد يدمر أسس التماسك والاستقرار الاجتماعيين، ويغذي التفاوتات الاجتماعية، ويبدد الموارد ويعيق التنمية، ويعزز الاقتصاد غير المهيكل والاختلالات المصاحبة له، علاوة على أنه يؤدي لسوء استخدام السلطة وانعدام الثقة وتفشي المحسوبية والزبونية والامتيازات الغير المستحقة.
وكشف الراشدي في عرض حول “واقع الفساد بالمغرب ومقومات الانتقال إلى حقبة جديدة في مكافحته”، أن %3 من المغاربة فقط ممن تعرضوا لفعل الفساد وبلغوا عن هذه الجريمة، فيما قدم %6 شكايات حول الموضوع، واصفا هذه النسبة بـالقليلية جدا.
وقال الراشدي إن “الفساد على رأس العوائق التي تحول دون تحقيق التنمية في المغرب”، موضحا أن الفساد يقوض أسس دولة القانون، ويحد من القدرة على الإنتاج ويخرق مبدأ الاستحقاق، ويقتل المبادرة الفردية ويحد من الطاقات، يوسع دائرة اقتصاد الريع، مشيرا في الوقت نفسه إلى شبه ركود على مدى أزيد من عقدين في تقييم وضعية الفساد في المغرب عبر مؤشر إدراك الفساد.
ودعا رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الرشوة ومحاربتها إلى تأصيل منظور ملائم لتجريم الإثراء غير المشروع، وتأصيل رؤية جديدة شمولية منظومة التصريح الإجباري بالممتلكات مع مد الجسور مع مقتضيات الإثراء غير المشروع، مع ضرورة تدقيق مفهوم تضارب المصالح والتنصيص على اضطلاع هيئة عمومية بتلقي وتتبع ومراقبة التصاريح ذات الصلة، وإقرار العقوبات على المخالفات ونشرها.
وشدد المتحدث على تعزيز منظومة التبليغ عن أفعال الفساد، مع ضمان حقوق المعنيين وحماية المبلغين، وملاءمة التشريع الجنائي مع متطلبات مكافحة الفساد، علاوة على إرساء آليات الإحالة المؤسسية لجرائم وأفعال الفساد، وحماية الموظفين العموميين “مثيري الانتباه” إلى أفعال الفساد.