الحركة بجهة الشمال الغربي تنظم قراءة في كتاب للفيلسوف طه عبد الرحمن
نظم قسم العمل العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الشمال الغربي ندوة فكرية محورها قراءة في كتاب: “ثغور المرابطة مقاربة ائتمانية لصراعات الأمة الحالية”، للفيلسوف المغربي الدكتور طه عبد الرحمن.
وجاء تنظيم الندوة في سياق تنزيل القسم لبرنامجه السنوي، كما أنها تأتي في سياق التفاعل العلمي والفكري مع ما تعيشه أمتنا الإسلامية من ملحمة طوفان الأقصى في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني.
وقد ارتأى القسم أن يقرب للقراء والمهتمين كتاب “ثغور المرابطة” شكرا وعرفانا للدكتور طه عبد الرحمن، وتقديرا لتحليله الفلسفي العميق لصراعات الأمة الحالية، ومنها صراعها ضد الكيان الصهيوني.
انتظمت الندوة في مداخلات ثلاث، فكانت أولاها للدكتور محمد ناصر الدين لحمادي، دكتوراه في الأدب العربي، وقد أطرها بعنوان: ” الاحتلال الإسرائيلي: تجليات الأذى ومستويات التصدي”، وأبرز فيها تحليل الدكتور طه عبد الرحمن للأذى الذي يتعرض له الإنسان الفلسطيني متمثلا في احتلال الأرض وادعاء ملكيتها منازعة للإله في صفاته، وإيذاء الحلول متمثلا في قلب القيم وسلب الفطرة، وعرض لكل مستوى من مستويات الإيذاء مستوى التصدي الذي يقابله كما اقترحه المؤلف. ولم يفت الباحث أن يسلط الضوء على العتبات التي قدم بها المؤلف كتابه والمتمثلة في صورة الغلاف “صورة لقبة الصخرة”، والآيات الثمان الأولى من سورة الإسراء، وبيان مناسبتها لموضوع الكتاب.
المداخلة الثانية كانت للدكتورة فاطمة الزهراء هيرات، أستاذة التعليم العالي ودكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بعنوان:” معالم الشمول والعمق في تحليل طه عبد الرحمن للمشروع الصهيوني”، وقد بينت فيها تفوق الدكتور طه عبد الرحمن على منظري المدرسة المثالية في العلاقات الدولية، وأبرزت الأبعاد الاستراتيجية التي استحضرها الفيلسوف طه في التأسيس لمقاومة المشروع الصهيوني، ومن تلك الأبعاد تعزيز وحدة الأمة الإسلامية وإنقاذها من الصراع المحتدم بين النظامين السعودي والإيراني على النفوذ في العالم الإسلامي، ومن سبل هذا الإنقاذ حسب المؤلف قيام الفقهاء في النظام السعودي والسياسيين في النظام الإيراني بأدوارهم في إصلاح النظامين باعتماد القيم الأخلاقية الائتمانية، حتى يستقيم الأول في مقاصده ويعتدل الأول في وسائله.
أما المداخلة الثالثة فكانت للدكتور يونس حباش، دكتوراه في التداوليات اللسانية وتحليل الخطاب، تحت عنوان: “مسؤولية المثقف نحو أمته في ضوء النظرية الائتمانية”، تلك المسؤولية المتمثلة في الأخذ بثقافة الإحياء والتسلح بها في مواجهة ثقافة القتل أو “الفتنة القابيلية” بتعبير طه عبد الرحمن، كما بسط أمام الحاضرين خصوصيات المثقف المرابط كما يراها المؤلف والمتمثلة في إعادة الصلة بين السياسة والأخلاق من جهة وبين السياسة والدين من جهة أخرى، وتجاوز رتبة الالتزام التي قلد بعض المثقفين أنفسهم بها .
وقد أشاد جميع المحاضرين بموضوع الكتاب وبمنهجه في التحليل ولغته المتينة ومواقفه الشجاعة القوية، كما شهدت الندوة مشاركة جيدة للحضور من خلال الأسئلة والتعقيبات.