التوحيد والإصلاح بإقليم تمارة تعقد الجمع العام السنوي
نظم المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بإقليم تمارة الجمع العام السنوي يوم الأحد 24 نونبر 2024 بمقر الحركة، حضره أعضاء من المكتب التنفيذي للحركة.
افتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تناول الكلمة بعدها رئيس المكتب الإقليمي الأخ عبد الله جوال، الذي رحب بالأعضاء الحاضرين للجمع، وذكّر بأن محطة هذه السنة تعقد في ظروف تتميز بطوفان الأقصى والعملية البطولية لسابع أكتوبر2023، والحرب على غزة التي تستهدف كل مظاهر الحياة وتنتهك كل الأعراف والقوانين الدولية على مرأى ومسمع من العالم، بمعية الغرب وبشراكة أمريكية وخذلان عربي رسمي مع سبق الإصرار والترصد.
وذكر بأن الحركة ساهمت منذ اليوم الأول من هذا الطوفان بحضورها في الوقفات والمسيرات وبذل ما تستطيع من جهد ووقت ومال وغير ذلك نصرة وإسنادا لإخواننا في فلسطين ولإسقاط التطبيع المشؤوم ببلادنا. والنصرة اليوم تقع على الجميع كل من موقعه، وحسب طاقته ومسؤوليته.
وختم كلمته بالتأكيد على أن رسالة الحركة كما هو مبين في أوراقها، هو الإسهام في إقامة الدين وتجديد فهمه والعمل به على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة، وبناء نهضة إسلامية رائدة وحضارة إنسانية راشدة. وأن عملنا المؤسساتي مؤطر بمجموعة من القيم الأساسية مثل الإحسان والأخوة في الله والالتزام والمسؤولية والاستقلالية.
وأكد الأخ المسؤول أن المطلوب من كل عضو في حركة التوحيد والإصلاح، أن يساهم وينخرط في أعمال الحركة ويسدي النصح ويتقبل النصيحة، ويعتز بالانتماء إلى هذه الحركة، لكن الحد الأدنى الذي يجب على كل عضو عدم التفريط فيه وفاء للعقد الذي أبرمه مع الله ومع إخوانه، هو الالتزام بنظام الحركة وقوانينها وتنفيذ قراراتها واتباع توجيهاتها والاستجابة لمسؤوليها والقيام بالمهام التي يكلف بها، ثم الوفاء بالالتزام المالي وفق ما هو مقرر لدى الحركة.
وخلال هذا الجمع قدم الكاتب العام، الأخ لحسن بن بهى تقريرا عن أنشطة السنة الدعوية 2023-2024. فبعد أن أبرز بعض المعطيات الخاصة بالإقليم، ذكّر بأسس المخطط الاستراتيجي والمجالات الإستراتيجية التي ترتكز عليها أعمال الحركة.
وذكّر المتحدث بأهم الأهداف والمؤشرات المسطرة في البرنامج السنوي، ثم توقف عند أهم المحطات والإنجازات في مجالات : الدعوة والعمل الثقافي، التربية والتأهيل الرسالي، الطفولة والشباب، والموارد والقدرات البشرية، الهوية والقيم والعمل المدني,، الحضور الرقمي والإعلام، ثم العلاقات العامة والتواصل، ومن خلال عرضه توقف عند بعض الصعوبات التي اعترضت إنجاز بعض الأنشطة في هذه المجالات.
وبعد عرض المنجزات وجلسة المناقشة، قدم الأخ الكاتب العام الخطوط العريضة لمشروع برنامج الأنشطة المقترحة في برنامج سنة 2024- 2025.
أما جلسة المناقشة فقد تقدم خلالها المشاركون بمجموعة من الملاحظات حول الانجازات وبعض الاقتراحات حول برنامج الأنشطة المقترحة، وقد تركزت هذه المناقشات خصوصا حول واقع العمل الطفولي الشبابي، وضعف التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والمخاطر التربوية التي يتعرض لها المجتمع المغربي، وإشكالية القراءة في صفوف المؤطرين الشباب، وضرورة الانفتاح على المحيط والفضاءات المناسبة، وإبداع آليات جديدة لتفعيل العمل، وتنظيم أنشطة إشعاعية.
فيما أكدت بعض المداخلات على أهمية التواصل والتنسيق مع فعاليات ومؤسسات وشخصيات من الإقليم، وإعطاء المزيد من الأهمية للمجالس التربوية ونوادي مدارسة القرآن، وتكوين العنصر البشري والانخراط بقوة وفاعلية في توسيع دائرة العضوية.
يذكر أن اللقاء عرف كذلك إلقاء كلمة توجيهية تربوية للمسؤول التربوي الأخ أحمد العلوي، ركزت على أهمية وسائل الثبات على طريق الدعوة، ذكر منها :
استحضار البعد الأخروي عند ممارسة الدعوة إلى الله عز وجل مصداقا لقول الله تعالى “تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين”، والآخرة دار الجزاء ثوابا وعقابا ولكنها فوق ذلك دار للقاء الله تبارك وتعالى ومرافقة رسوله صلى الله عليه وسلم.
واستحضار ثواب الدعوة إلى الله تعالى من الوسائل المثبتة للسير والاستمرار على طريق الله عز وجل، يقول تعالى “ومن ـحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إني من المسلمين”.
ثم الإقبال على القران تلاوة وحفظا وتدبرا وعملا، فبذلك يعتصم المرء بحبل الله المتين وصراطه المستقيم الذي من تمسك به عصمه الله ومن أعرض عنه ضل وهوى.
ثم تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي بهم وأخذ العبرة من صبرهم مع أقوامهم رغم الصعوبات التي اعترضتهم، وهو خير معين للداعية من أجل الثبات والصبر على أعباء الدعوة.
وكذلك الرفقة الصالحة، فمصاحبة الصالحين والمؤمنين والجلوس معهم من أكبر العون على الثبات قال تعالى “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا”.
وأخيرا نصر الحق، فإن الجزاء من جنس العمل والله سبحانه وتعالى يقول “يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.
مراسل إقليم تمارة