البراهمي يحاضر بأولاد تايمة في موضوع “مراجعة مدونة الأسرة بين المقاربتين الوضعية والمرجعية”
أشاد الدكتور محمد البراهمي مسؤورل قسم الدعوة والعمل الثقافي لحركة التوحيد والإصلاح بالأسرة الفلسطينية الغزاوية التي أنجبت جيلا متمسكا بقيمه ومبادئه، وأكد في مستهل محاضرة تحت عنوان :”مراجعة مدونة الأسرة بين المقاربتين الوضعية والمرجعية” يوم الأحد 21 أبريل 2024 بالمركب الثقافي بأولاد تايمة أن الأسرة الغزاوية خرجت رجالا أكفاء غيورين على وطنهم،
وتطرق البراهمي في مداخلته إلى مقدمات أساسية همت بالخصوص مكانة مؤسسة الأسرة في الإسلام، والأسرة وأدوارها المجتمعية، والمقاربة القانونية للأسرة كجزء من مقاربة متعددة المداخل ومتكاملة الأهداف.
وفي حديثه عن معالم المقاربة الوضعية ومنطلقاتها، أشار المحاضر إلى معلمين، المعلم والمنطلق القانوني والمعلم والمنطلق المعرفي الذي ارتكز أساسا على مبدأ العقلانية ومبدأ الصراع ومبدأ التاريخانية.
وتوقف الأستاذ الجامعي عند المبادئ الثلاث السالفة الذكر، موضحا أن مبدأ العقلانية ينطلق من تجاوز كل شيء قديم، ورفض كل التصورات العتيقة، وأشكال التنظيم الاجتماعي التي لا تستند إلى أسس عقلية أو علمية، ويستبعد مفهوم الإيمان محددا للتصورات والتصرفات، فيما ينطلق مبدأ الصراع من أن علاقة الأزواج هي علاقة يطبعها الصراع الناتج عن عدم المساواة في الحقوق والواجبات، ويُستَعمَلُ فيه وسائل وآليات عدة في تدبيره، كما يفسر مبدأ الصراع الزواج من منطلقات مادية حيث ظهر “نتيجة أسباب اقتصادية”، وهو عبارة عن شكل من أشكال الملكية الخاصة “وأن الصداق هو تجسيد لصفقة تجارية بين الزوج والأب، وموضوعها سلعة المرأة.
ويرى الحداثيون أن التاريخية تعني “أن للأحداث والممارسات والخطابات أصلها الواقعي وحيثياتها الزمانية والمكانية وشروطها المادية والدنيوية، كما تعني خضوع البنى والمؤسسات والمفاهيم للتطور والتغيير، أي قابليتها للتحول وإعادة التوظيف”.
وفي حديثه عن سمو المرجعية الإسلامية، استعرض البراهمي ثلاث نقط همت بالخصوص دستور المملكة والخطاب الملكي ومدونة الأسرة والواقع المجتمعي، مركزا على خطاب العرش لجلالة الملك سنة 2022 القائل : “وبصفتي أمير المؤمنين، وكما قلت في خطاب تقديم المدونة أمام البرلمان، فإنني لن أحل ما حرم الله، ولن أحرم ما أحل الله ، لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية. ومن هنا، نحرص أن يتم ذلك، في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية، وخصوصيات المجتمع المغربي، مع اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح، والتشاور والحوار، وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية .”
وإلى ذلك أورد الدكتور البراهمي إثبات للنسب والإرث بالتعصيب وسن الأهلية وثبوت الزوجية وغيرها من القوانين وذلك أثناء حديثه عن قوانين الأسرة.
وقبل الختام أجاب المحاضر على تدخلات الحاضرين والتي ركزت أساسا على مقاصد الشريعة والتشريع القانوني والمساعدة الاجتماعية والاتفاقيات الدولية.
يذكر أن اللقاء أفتتح بكلمة الأستاذ حسن سماد المسؤول الإقليمي للحركة بأولاد تايمة أشار فيها إلى أن المجتمع المغربي يواجه تحديات كثيرة أبرزها تحديين خطيرين : تحدي التطبيع بجميع أنواعه وتجلياته مع الكيان الصهيوني الذي يهدد كل مفاصل الدولة والمجتمع، وتحدي الأسرة من خلال بعض الدعوات التي تسعى إلى هدمها وهدم أسسها القائمة على المودة والرحمة والسكينة.
عبدالله العسري