الاحتلال يواصل إبادة غزة ويفرض على أهلها النزوح لنسف منازلهم

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين وأصاب آخرين في سلسلة هجمات عنيفة فجر اليوم السبت، تركزت بصورة كبيرة على مدينة غزة التي يسعى لاحتلالها وتهجير سكانها. وأعلنت وزارة صحة غزة مقتل 68 فلسطينيا وإصابة 362 خلال 24 ساعة الأخيرة.
ووفق شهود عيان ومصادر طبية، فقد استهدفت هجمات جيش الاحتلال على غزة اليوم منازل وشققا سكنية ومنتظري مساعدات وتجمعات لمواطنين.واستهدف الاحتلال اليوم برج السوسي وسوته المقاتلات الحربية بالأرض، والبرج مكون من 15 طابقا ويضم أكثر من 60 شقة وعشرات الأسر.
وقالت الحكومة الفلسطينية في غزة، إن تكرار استهداف الاحتلال للأبراج والعمارات السكنية بالقطاع، وآخرها برج “مشتهى” غربي مدينة غزة، يعد “جريمة حرب وتهجيرا جماعيا قسريا” لمئات آلاف المدنيين.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة اليوم السبت، إن الهجمات الإسرائيلية على الأبراج السكنية بمختلف مناطق القطاع “تعكس سياسة ممنهجة للتهجير القسري واستهداف المدنيين”.
وأكد أن “القانون الدولي يفرض على القوة القائمة بالاحتلال إثبات وجود هدف عسكري محدد واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب أو تقليل الأذى المدني، وهو ما لم يحدث على الإطلاق”.
وفي السياق نفسه، تشهد مدينة غزة حركة نزوح لعشرات العائلات، بعد تهديدات الاحتلال باستهداف المباني السكنية العالية. لكن كثيرا من الفلسطينيين قرروا في الوقت ذاته البقاء في مدينة غزة ورفضوا النزوح.
وكان جيش الاحتلال طالب صباح اليوم السبت الفلسطينيين بمدينة غزة شمالي القطاع بسرعة الإخلاء دون تفتيش مع إعلانه توسيع عدوانهم على المدينة ضمن عملية “عربات جدعون 2” الهادفة لاحتلالها بالكامل.
وقال في بيان نشره عبر منصة شركة “إكس” : “ينفذ جيش الدفاع الإسرائيلي عملية لحسم حماس داخل مدينة غزة، وابتداء من هذه اللحظة وبهدف التسهيل على من يغادر المدينة، نعلن منطقة المواصي (بخان يونس جنوبي القطاع) منطقة إنسانية حيث ستجرى فيها أعمال لتوفير خدمات إنسانية أفضل”، حسب زعمه.
وادّعى الاحتلال أن “المنطقة الإنسانية تضم بنى تحتية إنسانية حيوية مثل مستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومرافق تحلية مياه، إلى جانب توفير متواصل لمواد غذائية وخيم وأدوية ومواد طبية سيتم ادخالها بتنسيق بين وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي”.
وخلال حرب الإبادة المتواصلة بغزة منذ نحو عامين، سبق أن أعلن الاحتلال ما سماها “مناطق إنسانية” في مناطق بالقطاع آمرا الفلسطينيين بالتوجه إليها بزعم أنها “آمنة”، لكنه مع ذلك يواصل قصفها موقعا كثيرا من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح.
فيما تؤكد شهادات ميدانية وتقارير أممية أن تلك المناطق الإنسانية، ومنها مواصي خان يونس، تفتقر عمليا إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ميدانية فاعلة أو مرافق خدمية تتناسب مع أعداد الفلسطينيين هناك. كما أن المياه الصالحة للشرب والغذاء شبه منعدمين في تلك المناطق.
يذكر أن الاحتلال يرتكب بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت 64 ألفا و300 شهيد و162 ألفا و5 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينيا، بينهم 134 طفلا.