الاحتلال يحول مستشفى الشفاء لـمجمع الموت و”حماس” تدعو المجتمع الدولي للتحرك
كشف فلسطينيون كانوا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه عن “فظائع” ارتكبتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها للمستشفى على مدار 14 يوما قبل انسحابها منه فجر اليوم الاثنين، مخلفة كارثة إنسانية ودمارا هائلا.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول، بأن قوات الاحتلال انسحبت بشكل كامل من داخل مستشفى الشفاء والأحياء السكنية المحيطة بها باتجاه مناطق جنوب حي تل الهوى، جنوبي غرب مدينة غزة، بعدما خرب المستشفى وكل أقسامه وعاث فيه فسادا وحوله لمقبرة.
و أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الإثنين، أنه تم العثور على جثامين “شهداء مقيّدي الأيدي دفنهم جيش الاحتلال أحياء ضمن فظائع ارتكبها خلال اقتحامه مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة.
وقالت “حماس” في بيان لها : إنه “بعد انسحاب جيش الاحتلال الإرهابي” من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه تكشف “حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمكان” وأضافت تم “تدمير المباني، وحرق وتجريف للأقسام، ونسف للأحياء المحيطة به على رؤوس ساكنيها، وآثار عمليات الإعدام المروّعة التي تم اكتشافها”.
وعددت الحركة من بين ذلك “جثامين الشهداء مقيّدي الأيدي المدفونين أحياء، أو الذين تحللت أجسادهم وتعفنت، أو الذين داستهم جنازير الدبابات، وغيرها من الفظائع”، مؤكدة أن الاحتلال
مستمر في “تنفيذ أبشع حروب الإبادة الجماعية بحق المدنيين والبنية المدنية في غزة بدعم كامل، وبلا حدود، من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن”.
وقالت ” حماس” إنها تحمل “الإدارة الأمريكية، والرئيس بايدن شخصيا، المسؤولية الكاملة عمّا جرى ويجري من جرائم ومجازر وتدمير ممنهج للحياة المدنية في غزة، وعلى رأسها القطاع الصحي والمستشفيات، والذي يتم بالسلاح الأمريكي وكل صور الدعم والإسناد العسكري والسياسي”.
ودعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى “إدانة هذه الجريمة الفظيعة بحق مجمع الشفاء ومحيطه والمواطنين فيه”، وكذلك “التحرك الفوري للدخول إلى مدينة غزة والاطلاع على حجم الجريمة”.
كما دعت “حماس” الهيئات القضائية الدولية، وخصوصا المحكمة الجنائية إلى “البدء في إجراءات فعلية للتحقيق في الجرائم والفظائع التي حدثت في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وفي مُجمَل الجرائم التي تحدث منذ ستة أشهر”.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصلةعلى القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 32 ألفا و845 شهيدا و75 ألفا و392 مصابا.
وبالموازة مع الإبادة الجماعية التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها على مراى ومسمع من العام، يواصل جيش الاحتلال اقتحاماته للضفة الغربية واعتقال عدد من الفلسطينيين.
وذكر الشهود أن جيش الاحتلال نفذ فجر اليوم الإثنين اقتحامات في مدينتي جنين وطولكرم (شمال)، وبلدات بمحافظة رام الله (وسط)، وبلدات بمحافظة الخليل (جنوب)، وبلدات بمحافظتي سلفيت وقلقيلية (شمال).
وتشهد الأوضاع في الضفة الغربية توترا كبيرا جراء تصعيد الاحتلال عمليات الدهم والاعتقال والاقتحامات، إلى جانب قيودها على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بالتزامن مع حربها علي قطاع غزة.
وحتى مساء أمس الأحد، أسفرت عمليات جيش الاحتلال المتصاعدة في الضفة الغربية عن مقتل 455 فلسطينيا، وإصابة نحو 4 آلاف و750 آخرين، كما بلغت حصيلة الاعتقالات نحو 7895، وهي أرقام قياسية خلال قرابة 6 أشهر، مقارنة بالأعوام السابقة.