الأسرة والتخطيط – عبد الحق لمهى
الأسرة كما هو معلوم لدى المهتمين والباحثين، هي نواة المجتمع وأصله الأول، بصلاحها يصلح وبفسادها يعمه الفساد.
والتخطيط سنة الأنبياء عليهم السلام، كيف لا وهم المنارات التي يهتدي بها الناس، فهل يستقيم في حقهم ألا يكون التخطيط سيرتهم، فهذا نبي الله يوسف عليه السلام وهو يجيب عزيز مصر على رؤياه التي رآها في منامه، يقدم جوابا في طياته التركيز على أهمية التخطيط حيث قال ” تزرعون سبع سنين …” الآية.
وهذا نبي العالمين محمد عليه السلام لم يكن يفته وضع الخطط والبرامج في حاله كلها، ومن ذلك خطته في الهجرة من مكة إلى المدينة مع صاحبه أبي بكر رضي عنه، حيث الخروج في وقت محدد، وترك علي ينام مكانه عليه السلام، واتخاذ الدليل، واللجوء إلى غار ثور، وغير ذلك من العلامات الدالة على التخطيط في حياته عليه السلام .
وحيث إن للأسرة المكانة السالفة الذكر، ولا يتصور فلاحها إلا بالتخطيط، كان من الأولى بها الدخول في عزيمة التخطيط والبرمجة تأسيا بالمنهج النبوي، وانسجاما مع واقع الحياة التي لسان حاله يقول: من لا خطط له، لا يؤمن عليه النجاح
وحيث أن الوضع الذي صارت إليه غالبية الأسر يسير على خلاف ما ذكر من أمر الحرص على التخطيط، يأتي الحديث عن أمر آخر غاية في الأهمية وهو مبدأ التدرج في التعامل مع كل أمر غير مألوف للنفس والواقع.
وبالجملة فإن الأمر الأساس الذي لا مفر منه هو العمل بالتخطيط في الأسرة وفق مبدأ التدرج كما دلت على ذلك نصوص الشريعة والأدلة العقلية والواقع.