ارتفاع ضحايا العبودية الحديثة يدق ناقوس الجهود الدولية المحدودة
كشف “مؤشر الرق العالمي” للعام 2023 اليوم الأربعاء أن كلا من كوريا الشمالية وإريتريا وموريتانيا تسجّل أعلى مستويات للعبودية في العالم. وقد حلت ضمن البلدان العشر الأولى السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت “حيث يقيد نظام الكفالة حقوق العمال الأجانب”.
How close do you think you are to #modernslavery? The answer is likely closer than you think.
The #GlobalSlaveryIndex by @walkfree shows modern slavery as it exists today, helping countries & industry to make changes to eradicate modern slavery for a better tomorrow. pic.twitter.com/5XbC6PbKql
— Minderoo Foundation (@minderoo) May 18, 2023
ويحدد التقرير الذي جمعت بياناته منظمة “ووك فري” لحقوق الإنسان العبودية الحديثة على أنها تشمل “العمالة القسرية والزواج القسري أو الاستعبادي وعبودية الدَين والاستغلال الجنسي التجاري القسري وتهريب البشر والممارسات الأشبه بالعبودية وبيع واستغلال الأطفال”.
ووفقا للمؤشر، فإن ما يقرب من 50 مليون آدمي في جميع أنحاء العالم محاصرون بالعبودية الحديثة، بزيادة 10 ملايين شخص بعد 5 سنوات مضت. ويشمل الرقم نحو 28 مليون إنسان يعانون من العمالة القسرية، و22 مليونا بزواج قسري.
وفي نفس الاتجاه، تقول منظمة العمل الدولية أيضا إن هناك 22 مليون شخص حول العالم يعيشون في ظروف الزواج القسري. وثلثا هذه الزيجات هي في القارة الاسيوية والمحيط الهادئ. وتشير أرقام منظمة العمل الدولية إلى أن الزواج القسري هو الأكثر انتشارا في دول الخليج العربي، إذ يبلغ عدد ضحايا الزواج القسري 4.8 شخص من بين كل ألف شخص في المنطقة.
وذكر تحقيق “مؤشر الرق العالمي” أن الوضع يتدهور “على وقع النزاعات المسلّحة المتزايدة التي باتت أكثر تعقيدا، والتردي البيئي واسع النطاق” فضلا عن تداعيات وباء كوفيد وعوامل أخرى. ويعد معدل العبودية الحديثة حسب التحقيق في كوريا الشمالية الأعلى (104.6 لكل ألف نسمة) بحسب التقرير. وتليها إريتريا (90.3) وموريتانيا (32).
ويتعرض العمال المهاجرون بشكل خاص لهذا النوع من العبودية، وهم غالبا أشخاص من البلدان الفقيرة يتم توظيفهم للعمل في الخارج في قطاعات مثل البناء والزراعة وصناعة الملابس والأعمال المنزلية، ثم يتم تقييدهم بتلك الوظائف ولا يمكنهم السفر إلى ديارهم.
وانتقدت منظمة “ووك فري” استيراد السلع التي غالبا ما يتم إنتاجها في ظروف قائمة على الإكراه. وأظهر التقرير أنه يتم استيراد “المنتجات الخطرة” بقيمة 468 مليار دولار إلى دول مجموعة العشرين كل عام. وتشمل هذه الإلكترونيات والملابس وزيت النخيل.
How close do you think you are to #modernslavery? The answer is likely closer than you think.
The #GlobalSlaveryIndex by @walkfree shows modern slavery as it exists today, helping countries & industry to make changes to eradicate modern slavery for a better tomorrow. pic.twitter.com/5XbC6PbKql
— Minderoo Foundation (@minderoo) May 18, 2023
وتقدر منظمة العمل الدولية بدورها، أن أرباب العمل في جميع أنحاء العالم يجنون 150 مليار دولار من الأرباح من العمل القسري سنوياً. بينما تبلغ ذلك في الدول المتقدمة 46.9 مليار دولار. وتقول إن 51.8 مليار دولار من هذه الأموال حصل عليها أرباب العمل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، عبر استغلال 15.1 مليون شخص في العمل القسري.
وأُلغيت العبودية بالفعل في جميع البلدان على مدى القرنين الماضيين، ولكن العديد من البلدان لا تَعتبر العبودية جريمة قانونية، وتفتقد نصف دول العالم تقريبا -حتى الآن- لوجود قانون جنائي يعاقب على ممارسة العبودية أو التجارة بالعبيد.
وخلال السنوات الأخيرة، تسارعت الجهود المبذولة في مجال سن التشريعات لمكافحة العبودية وشهدت تزايدا في عدد المبادرات التي تمولها الأعمال الخيرية للضغط من أجل التغيير حيث يثار مدى تأثير هذه الحملات والتشريعات في الحد من الظواهر المحيطة بالعبودية الحديثة التي واصلت العزف على وتر الارتفاع.
يذكر أن العبودية تجلت بطرق مختلفة عبر التاريخ. ولا تزال بعض أشكالها التقليدية قائمة، و تحول البعض الآخر إلى أشكال حديثة. وتنص المادة الرابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه: “لا يجوز استرقاق أي شخص أو استعباده؛ يحظر الرق وتجارة الرقيق بجميع أشكالها “.
ويقوم المبدأ الأساسي للعبودية على “الإزالة المنهجية لحرية شخص ما” من حق قبول أو رفض العمل وصولا إلى حرية تحديد الرغبة في الزواج ومتى وممّن.
وتعتبر “العبودية الحديثة” مصطلحا شاملا يغطي استغلال الناس من خلال الممارسات التي تشمل: العمل القسري: أي عمل يُجبر الناس على القيام به رغما عن إرادتهم، وعبودية الديونحيث يضطر الناس إلى العمل من أجل سداد الديون المتراكمة عليهم.
كما تشمل العبودية المتوارثة، عندما يولد الناس في ظل العبودية ويعاملون كممتلكات شخصية. وتشمل كذلك الزواج القسري عندما يتزوج شخص ضد إرادته وليس باستطاعته تجنبه.
وتتجسد العبودية كذلك في خدم المنازل عندما يتعرضون لسوء المعاملة والاستغلال خلف الأبواب المغلقة فيصنفون في خانة العبودية بهذا الاعتبار.
واعتمدت منظمة العمل الدولية بروتوكولا ملزما قانونا يهدف إلى تعزيز الجهود العالمية للقضاء على العمل الجبري، والذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2016. كما خصصت يوما دوليا لإلغاء الرق في 2 دجنبر من كل سنة وهو نفس تاريخ اعتماد القرار 317 ( IV) للجمعية العامة لاتفاقية الأمم المتحدة لحظر الاتجار بالأشخاص المؤرخ في 2 دجنبر 1949.
موقع الإصلاح