إهمال العلوم .. إغلاق شعبة للرياضيات وبرلماني ينبه للتداعيات
تعد العلوم الحقة من أهم المعارف التي تنهض بها الأمم وتحقق بها تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، ويعتبر إهمال العلوم الرياضية والفيزيائية والكيميائية والهندسة.. بمثابة مؤشر على التخلف، وبالتالي البقاء تحت تبعية الدول المتفوقة في هذا المجال.
وعاد نقاش أهمية العلوم عقب إعلان كلية العلوم بلاغ لجامعة مولاي إسماعيل في مكناس عن إغلاق شعبة الرياضيات والذكاء الاصطناعي، بعد ملاحظة انخفاض حاد في أعداد المسجلين، مما حال دون الوصول إلى الحد الأدنى المطلوب من الطلبة لاستمرار هذه الشعبة.
وقبل أيام، كشف صفحات على الفايسبوك لطلبة بجامعة مولاي إسماعيل عن تسجيل 10 طلبة في تخصص الرياضيات ضمنهم طالبان أجنبيان، بينما تحدث طلبة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس عن تسجيل 6 طلبة فقط في تخصص الرياضيات خلال السنة الماضية.
وبعد إغلاق مسلك الرياضيات والذكاء الاصطناعي بكلية العلوم بمكناس الذي تم إحداثه برسم الموسم الجامعيا لحالي، وجه البرلماني عن دائرة مكناس، عبد الله بووانو، سؤالا كتابيا إلى عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حول هذا الموضوع.
وقال بووانو “يسجل عدد من المختصين والمكونين في مجال الرياضيات وجود تراجع ملحوظ في عدد المنتسبين إلى شعبة الرياضيات على مستوى الجامعات وعلى مستوى المدارس العليا للأساتذة، بحيث يؤثر هذا الأمر سلبا على عملية توفير الأساتذة المختصين في تدريس العلوم الرياضية”.
وتابع “يسجل عدد من المختصين والمكونين في مجال الرياضيات وجود تراجع ملحوظ في عدد المنتسبين إلى شعبة الرياضيات على مستوى الجامعات وعلى مستوى المدارس العليا للأساتذة، بحيث يؤثر هذا الأمر سلبا على عملية توفير الأساتذة المختصين في تدريس العلوم الرياضية”.
ونبه البرلماني إلى أسباب عديدة ومختلفة للتراجع منها إقدام الدارسين للعلوم الرياضية على تغيير مسلكهم إلى العلوم التجريبية إما بحثا عن آفاق أوسع، أو سعيا إلى اختيار مدارس ومعاهد لا تعطي اختيار التدريس مستقبلا لوحده.
وأوضح النائب أن قطاع التربية يعرف خصاصا كبيرا في عدد المترشحين لمباريات توظيف الأساتذة المتخصصين في الرياضيات التي تعلن عنها الوزارة دائما، حتى تضطر هذه الأخيرة إلى اختيار مترشحين من العلوم الفيزيائية.
ورأى أن هذا الاختيار سيعرض العملية التعليمية في هذه المادة إلى خطورة عدم النجاعة وعدم الفهم والاستيعاب لدى التلميذ والطالب المتلقي، بالنظر إلى كون العلوم الرياضية تعتبر ذات أبعاد كبيرة ولها ارتباطات بتدريس المواد الأخرى وحتى بالصناعات التكنولوجيا.
وطالب بالكشف عن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لمعالجة هذه الوضعية، علاوة على التحفيزات التي ستقوم بها من أجل إرجاع الجاذبية للعلوم الرياضية وإقبال الطلبة عليها سواء في العملية التعلمية أو من أجل تدريسها وتفاديا لسد الخصاص في هذا المجال بأي طريقة إما من غير المتخصصين فيها أو الاستعانة بالأطر الأجنبية التي تستنزف ميزانية الدولة.