إلزام المدارس اليهودية باقتحام الأقصى.. مخطط جديد لتهويد المسجد
تتوسّع أطماع المستوطنين ومن ورائهم مؤسسات الاحتلال الرسمية يومًا بعد آخر في المسجد الأقصى المبارك بهدف تحويله إلى مكان مقدس مزعوم لهم، وهذه المرة عبر قرار إدراجه ضمن الرحلات المدرسية لليهود.
ففي الوقت الذي يُمنع فيه المسلمون عامة من حرية العبادة وإعمار المسجد الأقصى المبارك، ويُبعد المقدسيون ويُنكل بهم لمنعهم من العبادة والرباط في مسجدهم، دعا العديد من أعضاء لجنة التربية والتعليم في الكنيست، إلى إدراج المسجد كموقع إلزامي على جدول رحلات المدارس التابعة للاحتلال.
ويستهدف القرار بالأساس المدارس اليهودية، حيث تمنع سلطات الاحتلال المدارس العربية من تسيير رحلات إلى الأقصى.
إعلان حرب
وحذر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، من خطورة المخطط (الإسرائيلي) الجديد.
وقال الهدمي: إن هذا الأمر إن تم، يشكل خرقًا جديدًا وخطيرًا للواقع القانوني للمسجد الأقصى، فهو يرسخ عدّ احتلاله جزءا من كيان الاحتلال، يخضع لما تسمى “دائرة أراضي (إسرائيل)” وهي صاحبة الولاية والسيادة عليه.
وأضاف أنَّ هذا الأمر يجعل من المسجد الأقصى حديقة عامة يقتحمه ويدنسه طلاب المدارس اليهودية والسائحون.
بل يزيد ويضاعف أعداد المقتحمين والمدنسين للمسجد يوميًّا، وليس للمسلمين فيه إلا الصلاة داخل مصلياته المسقوفة، إن سمح الاحتلال لهم الوصول إليه، كما تابع رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد.
وشدد على أن هذه الدعوات إعلان حرب جديدة على الأمة الإسلامية، وتعدٍّ على مقدساتها يضرب بعرض الحائط الاتفاقات الموقعة، والسيادة الأردنية، وكيان دائرة الأوقاف الإسلامية.
موقف جدِّي
وقال إنه يفترض اتخاذ موقف جدِّي لا يقف عند حدِّ الشجب والاستنكار والقلق، “بل يتعداها لمرحلة الفعل الجاد والتحرك الفعلي والسريع، بحيث يوقف اقتحامات المسجد الأقصى وتدنيسه، ويستعيد السيادة والكرامة الأردنية بعد أن اعتدى عليها الاحتلال الظالم”.
يشار إلى أنَّ دعوات إدراج الأقصى كموقع إلزامي على جدول رحلات المدارس التابعة للاحتلال، يأتي بعد سماح ما تسمى “محكمة الصلح” التابعة للاحتلال في أكتوبر الماضي للمستوطنين بأداء “الصلاة الصامتة” داخل المسجد الأقصى، في قرار يخشى الفلسطينيون من أن يكون مقدمة لتقسيم المسجد “زمانيًّا ومكانيًّا”، بين المسلمين واليهود.
وسبق ذلك، خلال الأشهر الماضية، غضّ طرف شرطة الاحتلال، إزاء الطقوس التلمودية التي يؤديها المستوطنون المقتحمون.
وأكد الهدمي أنَّ المسجد الأقصى حقٌّ خالص للمسلمين وحدهم بكل ما هو داخل السور وكل الـ144 دونما (مساحته)، ما تحت الأرض وفوقها، وفي سمائها، لا يشاركهم فيه أحد من العالمين.
وأضاف أنَّ القرار الإسرائيلي الجديد “يُعد تعدّيا إسرائيليا صارخا على حرية العبادة وحق الشعوب في مقدساتها، وخرقا واضحا للقانون الدولي وقرارات المؤسسات الدولية التي أقرت بحق المسلمين وحدهم بالمسجد الأقصى بعد القرار الرباني الذي نزل من فوق سبع سماوات”.
ونبه إلى أن أهل القدس، “دافعوا عن مسجدهم، ولهم مواقف مشرفة كثيرة في الدفاع عن هذا المسجد الذي شرفهم الله بالرباط فيه وحوله، وسيستمرون في واجبهم هذا حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”.
هدف مركزي
وشكلت السيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة، خاصة المسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وغيرهما من الأماكن، هدفاً مركزيًّا للحركة الصهيونية ومن بعدها تأسيس كيان الاحتلال الإسرائيلي بدعوى تثبيت الرواية التوراتية المزورة، الداعية إلى العودة لـ”أرض الميعاد”، والصهيونية القائلة بأن فلسطين “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
وتقول الجماعات اليهودية صراحة، إنها تسعى لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
وتزعم هذه الجماعات أنَّ المسجد الأقصى، بُنيَ على أنقاض معبد الهيكل، وهو ما ينفيه المسلمون بشدة.
ويؤكد الفلسطينيون أنَّ السماح بهذه الاقتحامات والحديث عن أداء صلوات في ساحات المسجد أو تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، هو انتهاك للوضع التاريخي القائم في المسجد.
والوضع التاريخي القائم، هو الوضع الذي ساد في فترة الحكم العثماني، ثم الانتداب البريطاني، والحكم الأردني، وصولا إلى بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
وبموجب الوضع التاريخي القائم، فإن الصلاة في المسجد تقتصر على المسلمين وحدهم، ويمكن لغير المسلمين زيارته كسياح، وتكون المسؤولية فيه حصرا لدائرة الأوقاف الإسلامية.
ومؤخرا، حذّر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من أن المسجد المبارك لا تزال تحدق به مخاطر متعددة بفعل إجراءات الاحتلال وقراراته القضائية.
وقال الشيخ صبري خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى: إن مسرى النبي محمد، ما تزال تحدق به مخاطر متعددة، ومنها سماح محكمة الاحتلال للمستوطنين بأداء صلوات تلمودية صامتة في رحاب المسجد.
ورصد التقرير الشهري لحركة حماس، مواصلة المستوطنين اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك خلال شهر تشرين أول أكتوبر الماضي.
وبحسب التقرير، فقد بلغ عدد المستوطنين الذي اقتحموا الأقصى الشهر الماضي (2227) مستوطنا، فيما بلغ عدد المواطنين المبعدين عن أماكن السكن وعن المسجد الأقصى (9).
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام