10 زهرات فواحة من بستان المخيم التربوي – رشيد وجري

يعتبر المخيم مؤسسة تربوية رائدة تساعد الطفل على تنمية مداركه وتكوين شخصيته بالممارسة الحية والمعرفة المجدية والتعايش الإيجابي، ومن خلال هذه المدرسة يتم إعداده للحياة المستقبلية من جوانب متعددة، ومن منظور شامل يرتكز على مقومات مادية ومعنوية ومجتمعية، تخضع لشروط زمكانية معينة ومحددة.

أما التخييم فهو الممارسة العملية والتربوية التي تنطلق من أسس بيداغوجية ذات أهداف مسطرة وحاجيات تفرضها ظروف المخيمين لتغطيتها وتلبيتها وفق مشروع بيداغوجي تربوي شامل.

والمستهدف الأساس من المخيم كمؤسسة تربوية، والهدف الأسمى للتخييم كعملية تربوية هو الطفل الإنسان فلذة الكبد وسر الإمتداد وزهرة الفؤاد، والذي يجب أن تكون كل مرافق وفضاءات المخيم في خدمته، ويلزم أن تكون كل مراحل وعمليات التخييم في صالحه ولأجله.

وهذه عشر نقط مهمة ومتنوعة كزهرات فواحة برحيقها الشافي المستخلص من التجربة العملية بالمخيم والممارسة الايجابية فيه  نهديها لكل مرب (أو مربية) تساعده على حسن التعامل مع الطفل بالمخيم التربوي :

  1. أحسن استقبال الطفل بالابتسام في وجهه والترحيب به، وتذكر أن تبسمك في وجهه صدقة.
  2. أصحبه إلى مكان إقامته (خيمة، قاعة، مرقد …) وساعده على حمل متاعه إن احتاج ذلك وطمئنه وازرع السكينة في نفسه .
  3. أجرد ممتلكاته وملابسه ولوازمه من أول يوم ونبهه إلى ضرورة تسليمك أغراضه النفيسة (هاتف، ساعة، نقود…) حفظا لها (بنك المخيم )، وحذره كذلك من خطورة الأكل خارج المخيم أو تخزين أكل اصطحبه معه من منزله أو تناول طعام من صديق له!
  4. عرفه بنظام المخيم بشكل مبسط، ودله على ما له وما عليه، والقواعد الضابطة في هذه المؤسسة، وعلمه بأن المخيم مؤسسة تربوية يجب أن تحترم كل ذلك خدمة له ولزملائه وتيسيرا لعملية التخييم فيها وتحقيقا للأهداف المسطرة .
  5. أرسم من اليوم الأول للمخيم خريطة وطريقة التعامل معه التي يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون على الخير وتحمل الكل مسؤوليته، فكم من (مرب) متسيِّب ومستهتر من اليوم الأول كان يتعامل هو مع الطفل بهزل وتهريج زائد في كل الأوقات كطفل صغير مثلهم ؟! ففقد السيطرة على الأطفال وحسبوه طفلا مثلهم وشقت عليه المرحلة فندم وضيع الحقوق؟! وكم من (مرب) متسلط تعامل بقسوة مع الطفل (بحزم زائد)، فنفَّر منه ونكد عليه أوقاته وشقت المرحلة على الطفل والإطار معا، فتنبه أيها اللبيب وكن مرن بغير تسيب وحازما بغير قسوة!
  6. احرص دائما وأبدا على سلامة الطفل طوال مدة التخييم في فترة النشاط أو الاستراحة  التي تكون أغلب حوادث المخيم  فيها وذلك لخطورة الفراغ وحساسيته، لذلك أشغل الطفل دائما بما يفيد. فقد قيل من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، كما يجب الحزم والحذاقة أكثر وأكثر إذا تعلق الأمر بسلامة وأمن الطفل المادي أو المعنوي وكذا كلما تقدمت أيام المخيم وأوشك على النهاية،ذ لأن انسجام الأطفال رغم إيجابيته والرغبة فيه إلا أنه لا يخلو من مخاطر فكلما الانسجام أكثر يجب أن يزيد الاهتمام والانتباه أكثر كذلك لأن مع الانسجام والتماهي يزيد التصادم والخصومات والمشاحنات فكن يقظا!
  7. لازم الطفل وكن قريبا منه على الدوام دون أن تقهره أو تشدد عليه تجنبا لأية مفاجآت، وإن قدر الله شيئا منها يمكن تداركه بسرعة أو يكون أقل ضررا على الأقل، واعلم أن أغلب الأطفال سريعو الحركة كثيرو الشغب لا يمكن أن تتركه بعيدا عنك وتطمئن عليه لأنه طفل في جميع الأحوال !
  8. عود الطفل على النظام واحترام الوقت والاعتناء بالنظافة والتعاون مع الأصدقاء وتوقير الأطر والمشاركة الإيجابية مع الغير لأن مؤسسة المخيم مكان خصب لغرس هذه القيم النبيلة بسلاسة، وذكره بأن المخالط الإيجابي والمشارك المتعاون هو المستفيد الأكبر من المخيم إذا احترم قوانينه وضوابطه ونصائح مربيه.
  9. اهتم أكثر بمن يعاني فقد تجد في المخيم المريض واليتيم والمحتاج والجبان والمنكسر …, فذكر المريض بأوقات دوائه ليتناوله وواسيه وامسح على رأس اليتيم ولا تقهره وساعد المحتاج الفقير ولا تنهره وازرع الثقة في الجبان ليقوى ويشارك واجبر خاطر المنكسر ليجبر وينطلق …
  10. عند انتهاء المرحلة ساعد الطفل على جمع لوازمه، واترك في نفسه ذكرى حسنة تذكره بجمالية وحسن المخيم، ولا تكثر عليه من أناشيد الوداع والفراق لأن هذا قد ينكد عليه ويحزنه عوض أن يسعده ويفرحه في الزمن الأخير للمخيم الذي يجب أن يترك انطباعا حسنا في نفسه ليعود إليه ويشجع زملائه على ذلك.

وفي ختام هذه الباقة من الزهرات المجربة التي هي جزء من بستان المخيم والتخييم المترامي الأطراف، أنبه إلى أن مؤسسة المخيم يجب أن يقبل عليها الطيبون الشرفاء من هذه الأمة ليعلموا ويربوا ويهذبوا الأجيال القادمة حتى تنهض الأمة من جديد، وتلعب أدوارها الريادية كما كانت وقد آن الأوان لها بأن تمسك بمشعل القيادة الرشيدة ووسام السيادة من خلال انكبابها الجاد على التربية الصالحة والتعليم المتنور للأجيال القادمة في الأسرة والمدرسة والمخيم والإعلام وغيرهم من المؤسسات المتنوعة والمؤثرة ولا نعلم طريقا آخر سالكا لنهضتنا وسيادتنا وريادتنا غير سبيل التربية والتعليم الجادين!

 

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى