لخضر يكتب عن أهمية الدعوة في رمضان

إن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الأعمال وأجلّها، وهي من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ولا أدلّ على أهميتها ومكانتها في ديننا كونها:

أولا:  من أعظم المهمات التي بعث من أجل القيام بها صفوة الخلق وهم الأنبياء والرسل ـ عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (النساء: 165}.

ثانيا: من مميزات هذه الأمة الخيرية المطلقة التي نالت بها قصب السبق على كل الأمم، قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ( {آل عمران: 110}.

ثالثا: أحسنُ القول، الدعاة من أحسن الناس قولاً عند خالقهم قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ) {فصلت: 33}.

رابعا: لها أجر كبير، لا سيَّما إذا هدى الله على يد الداعية بعض الناس، يدل على ذلك ما ورد في الحديث النبوي أن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال لعلي – رضي الله عنه – “فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا، خير لك من حُمر النعم”.(رواه البخاري). 

خامسا: أصحابها من  ورثة الأنبياء وقد ورث الدعاة إلى الله ـ من علماء وغيرهم ـ هذا الأمر كله عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وسلكوا هذا الطريق فكانوا هم بحق أتباعه، وحملة رسالته، وأصحاب دعوته، والسالكين في سبيله كما قال عنهم في كتاب الله  (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) {يوسف: 108{.

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) {الأنعام: 90{، فسيرته صلى الله عليه وسلم ملئت جوانب عملية للقيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى، دعا الناس جميعا، منهم من استجاب له، ومنهم من أعرض عنه، ومنهم من تعرض له بالإذاء والسخرية، لكنه صلى الله عليه وسلم صبر واحتسب لربه فكان الخير والفضل على يديه لأمته والبشرية كافة، وكان سبيله في ذلك كله ومنطلقه أمره عز وجل: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) {سورة النحل: 125{.

والداعية حينما يقوم بمهمة الدعوة إلى الله تعالى ودينه الحق، فهو سائر على منهج الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام، ومشارك لهم فيما بعثوا من أجله، فيستحق بذلك أن يكون من ورثتهم وخلفائهم، وكفاه ذلك فخرا وشرفا.

وكان من منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله تعالى اغتنام الفرص من مواسم وأماكن يتجمع فيها الناس بأعداد وفيرة، مستثمرا ذلك في إيصال خطابه الدعوي إلى أكبر عدد ممكن من الناس، ولنا في شهر رمضان فرص دعوية كثيرة ينبغي على الداعية التشمير عن ساعديه من أجل اقتناصها واغتنامها.

د. رشيد لخضر

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى