في القدس، حمى الاقتحامات متواصلة ومساع صهيونية لمصادرة المناطق المطلة على الأقصى

تشير إحصائيات وزارة الأوقاف الفلسطينية إلى أن عام (2018م) شهد سلسلة اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك شارك فيها (29800) متطرف “إسرائيلي”، لكن العام الجاري يشهد قفزة نوعية ومكثّفة لاقتحامات المتدينين ووزراء ونواب كنيست تجاوز الرقم إحصائية العام الماضي بكثير.

وذكر تقرير أعده مركز القدس لدراسات الشأن “الإسرائيلي” والفلسطيني أن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى، خلال النصف الأول من شهر غشت الماضي وصل 2440 مستوطنًا، فيما وصل عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى أول أيام عيد الأضحى المبارك 1729 بقيادة المتطرف عضو الكنيست (يهودا غليك).

ولا أحد يدري كيف سينفجر الموقف في باحة المسجد الأقصى الذي يشهد اقتحامات يومية غير مسبوقة من المتدينين والمستوطنين في محاولة للسيطرة عليه وإقامة مخطط الهيكل المزعوم.

ويوما بعد يوم تتقدم الجماعات اليهودية في القدس المحتلة نحو هدفها الأبرز والأول، والذي يتمثل بهدم المسجد الأقصى وبناء “الهيكل” المزعوم مكانه، وتشكل الاقتحامات المكثفة والتلاعب بأوقات صلاتهم المزعومة بالأقصى، خطوة متقدمة نحو الهدف الأكبر، في إطار صمت عربي وفلسطيني رسمي وشعبي مطبق وغير مسبوق.

وتركز ما تسمى بـ”جماعات الهيكل” المتطرفة على استهدافها الإستراتيجي للمسجد الأقصى المبارك، حيث تعمل بتحريض ودعم وإمكانيات من الحكومة الصهيونية حيث تتسع دائرة نشاطها ونفوذها يوماً بعد يوم.

وتعد جماعة “إحياء الهيكل” من أبرز الجماعات الدينية المتطرفة التي تتربص بالأقصى، وهي الأكثر تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة.

وهناك جماعات متطرفة أخرى تسعى لتحقيق الهدف ذاته، وهي “جماعة حراس الهيكل، وبناء الهيكل، وإسرائيل الفتاة، وكاخ، وأمناء الهيكل، وحركة نساء من أجل الهيكل، والتاج الكهنوتي، وإعادة التاج، وجماعة الاستيلاء على الأقصى، وحركة عائدون إلى الجبل”.

وعادة ما تصعد هذه الجماعات خلال الأعياد اليهودية أنشطتها الترويجية لهدم الأقصى وبناء “الهيكل”، ودعواتها لتغيير الوضع القائم في المسجد، وإتاحة المجال لليهود لأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية بداخله دون قيود أو شروط.

إن كل ما يجرى في المسجد الأقصى المبارك هو مرتبط بالهدف الأخير والأكبر للاحتلال والمشروع الصهيوني العالمي في المسجد، والذي يسعى من خلاله لهدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم مكانه

والمؤلم في ما يجرى أن الاحتلال يجند كل قواه وأذرعه ونفوذه وإمكانياته نحو هذا الهدف، إلا أن المسلمين والعرب باتوا الآن أبعد ما يكون عن نصرة المسجد الأقصى، ورغم ضعف حالة التضامن مع الأقصى، إلا أن هناك ثلة من المرابطين والحراس والمصلين الذين لا يكلون من التصدي لهذه المجموعات اليهودية المتطرفة.

فالحديث عن تكثيف الاستيطان والتهويد يتركز الآن في مدينة القدس والخليل أولا وبدرجات متفاوتة في بقية مناطق الضفة وفلسطين المحتلة، حيث يحاول الاحتلال إضفاء مسحة دينية مزعومة على الجهات الأربع المحيطة بالمسجد الأقصى ليبرر أعمال التهويد والحفريات ومصادرة الأراض الفلسطينية، ويحاول مصادرة كامل المناطق المطلة على الأقصى من الجهات الأربع بعد أن أسماها (الحوض المقدّس).

وبعد نقل (ترمب) الرئيس الأمريكي سفارته للقدس وتشديد الاحتلال أن القدس عاصمته الموحّدة، اشتد الصراع في الأقصى لطرد 145 ألف فلسطيني يسكنون في بلدات القدس لإضافة 300 ألف مستوطن حسب مخطط الاحتلال.

إن التحريض على اقتحام المسجد الأقصى هو برنامج ممنهج من حكومة الاحتلال لتغيير الواقع في داخل الأقصى، وهو ما لن ينجح فيه؛ فهبة باب الرحمة ليست بعيدة عما يجرى.

س.ز / الإصلاح

 

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى