عبادي يفصل مقتضيات الانتقال من حقوق الإنسان إلى حقوق الإنسانية بملتقى “الإيسيسكو”

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان نظمت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، اللقاء الثاني لـ”ملتقى الإيسيسكو الثقافي” الدولي، وذلك يوم الثلاثاء 10 دجنبر 2019.

واستضاف الملتقى الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمملكة المغربية، حيث ألقى محاضرة في  موضوع: “من حقوق الإنسان إلى حقوق الإنسانية: قراءة في المستلزمات المعرفية والمقتضيات السياقية وآليات التعاطي”، أكد فيها على ضرورة استحضار جملة من المقتضيات عند الانتقال من حقوق الإنسان إلى حقوق الإنسانية، من بينها الوعي بالمشترك الإنساني ذي الصلة بأبعاد حقوق الإنسان، من خلال مقتضى “التمثلية والاستحضارية”، والمقتضى المرجعي والقيمي، وهو ما أسماه الأستاذ المحاضر بـ “التنسيب الثقافي المرجعي”، الذي تمخض عنه نحت نظرية “النسبية الحقوق المعكوسة الراجعة”، على اعتبار أن هناك مناطق لها ثقافات مختلفة ومتنوعة في سيرورة الانتقال من حقوق الإنسان إلى حقوق الإنسانية.

وأشار المحاضر كذلك إلى أن التعاطي مع حقوق الإنسان مر خلال العصر الحديث من ثلاث محطات رئيسية كان لها الأثر في صياغة هذه الحقوق وتشكيلها على النحو الذي نعرفه اليوم، أولها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنته الأمم المتحدة عام 1948، ثم مرحلة “الكوزميتيكية” أو التزين بحقوق الإنسان التي تميزت بظهور مؤسسات حقوقية وانخراط الدول في هذه المؤسسات لتجنب الانتقادات حول عدم احترام حقوق الإنسان، وأخيرا المرحلة التنظيمية والوظيفية التي تميزت بالفاعلية والنجاعة وارتفاع منسوب الوعي الحقوقي.

وفي معرض تطرقه للحقوق الفردية إلى الحق في الخصوصية الذي أضحى في العقد الأخير هاجسا يراود الأفراد والمجتمعات أكثر من أي وقت مضى، أكد على دخول البشرية لمرحلة “الفرد ذي السيادة” الذي أصبح قادرا على التحكم في التفاصيل الدقيقة لحياته الشخصية.

و دعا عبادي ، إلى إيلاء البحث العلمي الجاد في مجال حقوق الإنسان العناية والاهتمام اللازمين، من خلال الاستشكال الممنهج، والتساؤل وتيمم القبلة بغية الخلوص الى النتائج المرجوة من البحث المستدام في مجال حقوق الإنسان”،  مؤكدا على ضرورة التطلع إلى الأفق المشترك بين الإنسانية بشكل وظيفي قابل للقياس، من خلال الاهتمام بحقوق التنمية المستدامة، و من بينها الحق في الأمن و السلم، وإعمال الأبعاد الحقوقية على نحو جديد.

وتم خلال هذا الحفل، الذي احتضنه مقر منظمة التربية والعلوم والثقافة “الايسيسكو”، تكريم السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إلى جانب تكريم فضيلة الدكتور عباس الجراري، عميد الأدب المغربي، الذي حل ضيفا على ملتقى الاسيسكو الثقافي الأول الشهر الماضي.

الإصلاح

 

 

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى