صبير يترجم الشيخ كمال إبراهيم في “مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء”

خصص الأستاذ مولاي أحمد صبير  في كتابه الموسوم بـ “مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء” بترجمة للشيخ كمال ابراهيم رحمه الله، أحد مؤسسي العمل الإسلامي بالمغرب في فترة السبعينيات.
المولد والنشأة:
الأستاذ المربي الداعية الحاج إبراهيم بن الحاج عباس من مواليد الدار البيضاء سنة 1933م، ينحدر من منطقة الأطلس الصغير جنوب المغرب، وبالضبط من قبيلة إداوزكري دوار تيمولاي، هاجر والده إلى الدار البيضاء سنة 1925م، واستقر بالمدينة القديمة قرب مسجد “الشلوح”، واشتغل بالتجارة، واشتهر بشراء السلاح وتزويد أبناء القبيلة لمحاربة الاستعمار الفرنسي. 
نشأ مترجمنا وترعرع في كنف العلامة الشيخ عبد الرحمان النتيفي، خطيب مسجد اليوسفي والواعظ بالمسجد المحمدي وكان قد كف بصره، فحفظ القرآن الكريم بكتّابه بكريان كلوطي قبل تأسيس مدرسة السنة، ولازمه سنوات بعد أن اختاره ليسرد عليه أثناء مطالعاته، فكُتب له الاطلاع على علوم وفنون كان الشيخ النتيفي الضرير يحتاج إليها عند إعداد دروسه وخطبه.
التحصيل الدراسي:
لازم مترجمنا شيخه الحاج عبد الرحمان النتيفي بمدرسة السنة إلى حدود سنة 1948م، حين حصوله على الشهادة الابتدائية، وحدث أن رافق شيخه النتيفي إلى القصر الملكي بالرباط لحضور الحفل الذي أقيم على شرف ثلة من التلاميذ المغاربة بمناسبة حصول ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن على شهادة البكالوريا.
ثم التحق مترجمنا بالتعليم الثانوي بالمدرسة المحمدية بجوار قيسارية الحفاري ثم ثانوية عبد الكريم لحلو، وكانت فرصة للتكوين الرصين في علوم اللغة العربية على يد علماء أفاضل من خريجي القرويين وابن يوسف، فضلا عن الانخراط المبكر في الحركة الوطنية التي كان يقودها ثلة من هؤلاء الأساتذة، وقد شارك مترجمنا سنة 1947م في مظاهر حاشدة خرجت من ثانوية لحلو أطلقت فيها قوات الاستعمار النار على المتظاهرين ونجا فيها مترجمنا بأعجوبة .

الالتحاق بالتعليم:
وفي سنة 1951م اجتاز الحاج إبراهيم كمال مباراة ولوج التعليم الابتدائي، وبعد سنة كانت موعد الكفاءة تحت إشراف الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله. عين مترجمنا بمدسة “ألبير دو غي” بدرب غلف التي قضى فيها تسع سنوات ثم التحق بثانوية محمد الخامس التي قضى فيها بقية حياته المهنية مدرسا لمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية.

الكفاح الوطني:
تشبع مترجمنا بالروح الوطنية منذ أن كان تلميذا بالثانوي، وأشرف بعد تخرجه على تكوين خلايا فدائية وخاصة بدرب غلف، وظل أحد أبرز قادة الاتحاد الوطني بالدار البيضاء إلى أن نفض يده من العمل السياسي نهائيا سنة 1969م وتفرغ للخطابة والوعظ والإرشاد بمسجد الشافعي بدرب غلف، فطار نجمه وخلق إشعاعا دعويا سيكون له شأن رفقة عدد من المعلمين فيما بعد، إلى أن حدث ما حدث سنة 1975م حين اغتيال المناضل اليساري عمر بنجلون والتي قضى بسببها خمس سنوات في السجن.

آثاره:
يملك مترجمنا شهادة على فترة حرجة من تاريخ المغرب ما فتئ يحدث بها كلما سنحت له الفرصة بذلك، وقد تواعد عدد من تلامذته للتعريف بجهوده العلمية والدعوية والسياسية، نرجو أن يكتب لها النجاح لتنتفع بها الأجيال اللاحقة.

-*-*-*-*-*-

يذكر  أن الشيخ كمال إبراهيم  انتقل إلى رحمة الله يوم عيد الأضحى 10 ذي الحجة 1440هـ بالدارالبيضاء.

أخبار / مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لازلت أذكر أول حصة مع المرحوم الحاج كمال إبراهيم وأنا بالسنة أولى إعدادي ، إذ كان يتفحص كل واحد منا ويوجه ملاحظاته ويطلب منا أن نحافظ على نظافة أجسامنا وأبداننا ، ويؤكد رحمة الله عليه بأن ذلك لا يتحقق إلا بالمحافظة على الوضوء والصلاة . اللهم ارحمه واغفر له واجعل مقامه الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى