رحيلك أمل ودعوة للعمل – الزهرة الكرش

رحيل بعض الاشخاص حزن ورحيل آخرين أمل، رحل أيوب ليترك من بعده آمالا في غد أفضل وتأملات في دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة. رحل أيوب ليقول للجميع أن شباب أمتنا بخير، يعمل يجتهد يعطي بلا حدود، يبني ويشيد بفكره عمرانا هو أقرب للخلود، رحل أيوب ليثبت لنا أنه لازال بين ظهرانيننا أمثال مصعب وأسامة وعبد الله بن عباس، رحل أيوب ليخبرنا أن العطاء لا سن له ولا حدود، رحل أيوب وترك رسالة قوية تلهب القلوب أن العمر لا يقاس بالساعات والأيام وإنما يقاس بالمداد والأعمال.

رحل أيوب وهو في طريقه الى مثواه الأخير لم ينس أن يغرس الفسيلة ولسان حاله يقول: أيها الأحبة رحلت عنكم ولكني لست بمودعكم أملا في لقاء قريب فعهدا عليكم ألا تضلوا الطريق فموعدنا عند الحوض لنشرب من يد الحبيب شربة لا نظمأ بعدها أبدا، عهدا عليكم أن تكملوا المشوار وتكونوا منارات يهتدي بها الحيران وتزرعوا الحب والخير والأمل بين الجدران، عهدا عليكم أحبتي أن تخبروا كل من عرفني أنني تركت اللوحة ناقصة فأرجو أن تكملوها وتجملوها لتنثر البهجة والفرح والأمل في النفوس.

رحل أيوب ليكون لنا عظة وتذكرة، رحل ليخبرنا أن الموت أقرب إلينا من حبل الوريد، رحل دون أن ينسى الوصية الأخيرة: “تَجاوز ذاتك، حلق بعيدا عن مخاوفك، ترَفَع قليلا عن مصالحك، حاول الانسجام مع إنسانيتك، تمسك بمبادئك، كن وفيا لقيمك…” كلمات تكتب بحبر من ذهب، كلمات تخرجك من عالم الموتى إلى عالم الأحياء، كلمات ترقى بك في دنيا الناس وترفعك درجات في عالم الشهادة.

أمثالك يا أيوب من يشيعون الحب أحياء وأمواتا، أمثالك من يحيون أنفسا دب اليأس إليها ونخر أوصالها حتى وأنت في طريقك إلى لقاء رب كريم، أمثالك من ينشرون الأمل ويجمعون الشتات ويجعلوننا نعيش الحياة بعبق آخر ونفس آخر، أمثالك من يجعلوننا نستصغر أعمالنا وأداءنا ونتطلع للأرقى فطبت حيا وميتا.

أترانا نحن الموتى أم من رحلوا

نسمع ذكرهم كل يوم ونحن لا نذكر

رحلوا عن دنيانا لكنهم ما رحلوا

غادرت أجسادهم لكن أنفاسهم لا تغادر

نبكيهم ونحن من عليه يبكى

فهم خلدوا علوما وأعمالا

فلننظر نحن ماذا نخلد

غادر الشباب دنيانا

وترك الشيب لحاله يتأمل

أما آن الأوان أن نهدم القبور

ونبعث في الروح عبقا

أما آن الأوان أن نهدم

أصناما سكنتنا لسنين وأعوام

وننهض فالعمر لم يتبق منه إلا أيام

فيا أيها الموت القادم تمهل لم الاستعجال

فأنا أستجمع شتاتي علني أستدرك بعض الأعمال

أيها الموت القادم صبرا

فقد وضعت الخطط ولكن…

قد يكون فات الاوان

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى