توفيق: علامة قوة المناعة الروحية عند الإنسان هي عندما تكون إرادته أقوى من شهواته

أكد محمد عز الدين توفيق أن الإنسان مزدوج الطبيعة فهو ليس روحا فحسب أو جسما فحسب وإنما روح تسكن بدنا، وحقيقته ملتئمة من مكونين واحد ينتمي لعالم الشهادة وهو الجسد والآخر ينتمي لعالم الغيب وهي الروح.

وأضاف توفيق في كلمة تربوية في موضوع “الشباب وسبل تعزيز المناعة التربوية” خلال افتتاح أشغال الجامعة الشتوية للقيادات الطلابية، أن الإنسان يخلق مع جهاز مناعة خاص وعندما يكون ضعف في هذا الجهاز أو عندما يكون سليما ثم يختل ويمرض فما نفعله هو تقويته تلك المناعة، وهناك جهاز مناعة آخر يولد به الإنسان وهو جهاز روحي، فمادام لديه جهاز مناعة جسمي يحفظه فله أيضا جهاز مناعة روحي، وهو يناسب الروح، وما على الإنسان أن يقوي جهاز مناعته روحية وكيف يقويها من مهمة الأنبياء والقصد من الرسالات، ولذلك يأتي الأنبياء ليدعموا هذا الجهاز ويعالجوا ما يمكن أن يصيبه من أنواع الأمراض، يقول تعالى “فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

وأشار عضو المكتب التنفيذي، أن هناك شيء يسمى بالمشترك الإنساني، فالناس تتفق على تأييد الحق ورفض الظلم، ومتفقين على رفض السرقة والرشوة والكذب والغش ومع التعايش والتسامح بر الوالدين صلة الرحم احترام الجار إلى آخره، فالإنسان إذن ليس صفحة بيضاء محايد ولكنه يأتي بجهاز مناعة يحفظه مما عدته الشرائع والديانات باطلا أو ظلما أو شرا أو خبثا، فكما توجد سموم تدمر جهاز المناعة الجسمي وأعداء، يوجد مثل ذلك تدمر جهاز المناعة الروحي فيحتاج أن يقويها، وعلامة قوة المناعة الجسمية هو أن ينهزم المكروب وتنهزم الأمراض، وينتصر عليها، أما علامة قوة المناعة الروحية هي عندما تكون إرادته أقوى من شهواته، فيتكون عند الإنسان خزان من القيم التي يتعلمها ويكتسبها، ولذلك يصير عنده شيء يسمى في الإسلام بالنفس اللوامة، وهي مجموعة من القيم التي تنظر من أعلى إلى ما يفعل فيسأل نفسه ويراجعها، وهذه النفس اللوامة عندما تقوى تعينه على المراقبة الذاتية حتى يبق منسجما مع فطرته وتعينه أن يبصر أين يسير، وأغذية الروح التي تقوي مناعته وإيمانه هي الصلاة والتفكر والتدبر في خلق الله، والكف والبعد عن الخبائث حسية ومعنوية، وهنا تقوى إرادته ويظهر ذلك في قدرته على تجاوز الشهوات إذا كانت مخالفة لرسالته في الأرض، هذه المقويات التي قسمها الإسلام إلى قسمين: قسم يضطلع به الفرد لوحده، وقسم لا بد أن يتعاون فيه مع غيره.

يشار إلى أن منظمة التجديد الطلابي تنظم بشراكة حركة التوحيد والإصلاح، الدورة 18 للجامعة الشتوية للقيادات الطلابية أيام 14 و 15 و 16 فبراير 2020 بالرباط، وذلك تحت شعار :”من أجل قيادة طلابية راشدة”.

الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى