بنينير أحد فرسان الدعوة بالقنيطرة

رأى الدكتور محمد بنينير النور بمدينة بنجرير سنة 1960، بدأ مساره الدراسي بهذه المدينة الصغيرة المحاذية لمراكش، قبل أن يتم النشأة بالقنيطرة في أواخر الستينات. حاصل على شهادة الإجازة في الأداب العربي من جامعة محمد الخامس بالرباط، ثم الإجازة في الدراسات الإسلامية من نفس الجامعة، ونال شهادة الدكتوراة في الأدب العربي بكلية الآداب ابن مسيك بجامعة الحسن الثاني سنة 2003، عن عمر تجاوز 43 سنة.

تخرج أستاذا للغة العربية في السلك الثانوي التأهيلي من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط سنة 1987، بعد أن عمل لمدة سنتين في الخدمة العمومية. وقبل ذلك بخمس سنوات دخل بنينير إلى قفص الزوجية في أزهى فترة شبابه، عن عمر لا يتجاوز 22 ربيعا، وكان حينها ما يزال طالبا في الجامعة. له ستة أبناء ثلاثة ذكور وثلاثة إناث.

وخلال سبعينات القرن الماضي، انتمى بنينير إلى العمل الإسلامي، لما كان عمل الحركة الإسلامية يتسم بالسرية. وكان ذلك بعد التزامه الديني في أواخر سنة 1976. يقول بنينير إن احتكاكه في البداية برجال التعليم والسلفيين قاده إلى أن يصبح شخصا ملتزما ومنضبطا دينيا، ويضيف أنه لم ينفتح على العمل الإسلامي في شكله التنظيمي إلا بعد أن اتصل به نشطاء من الشبيبة الإسلامية قدموا من الدار البيضاء سنة 1978، ليبدأ مسارا جديدا في درب الدعوة أخذ شكله التنظيمي رغم أن الشبيبة الإسلامية كانت تمر بظروف صعبة وتتخبط في مشاكل عديدة.

ومن الأمور التي طبعت سنواته الأولى من انتمائه للعمل الإسلامية، يقول بنينير، إنه بعد التزامه التنظيمي في الحركة الإسلامية حظي بعناية كبيرة وظل إلى جانب بعض رفاقه بعيدا عن المشاكل التي كانت تتخبط فيها الشبيبة الإسلامية خلال هذه الفترة. ويضيف أن الفضل في ذلك يعود إلى أحد المربين الذي لازمه وحرص على انضباطه التربوي والتزامه بحضور الجلسات التربوية ومنع عنه أصداء الهزات التي كانت تعرفها الشبيبة والتي ستؤدي إلى انفصال أغلب أعضائها وتأسيسهم لتنظيمات إسلامية جديدة. ويشير بنينير إلى أنه بقي على هذه الحالة مدة أربع سنوات إلى أن التقى بعبد الإله ابن كيران سنة 1982 في مخيم صيفي.

وكان هذا اللقاء نقطة البداية في مساره الدعوي الجديد في الجماعة الإسلامية، حيث سيكون ضمن الفريق المكون لأول مكتب للجماعة بمدينة القنيطرة عاصمة الغرب، وبعدها تدرج تنظيميا ليتولى مسؤولية القطاع والمنطقة في حركة التوحيد والإصلاح فيما بعد.

عُرف بنينير بالتزامه التنظيمي وحيويته وغيرته، وهو ما جعله يتصدر المشهد الدعوي بالقنيطرة، فبعض من عاشروه يؤكدون أنه نادرا ما تجد نشاطا دعويا أو عملا إسلاميا دون أن يكون بنينير فاعلا في إخراجه أو على الأقل مشاركا فيه، كما أن تعلق بنينير بالعمل وإيمانه بجدواه في تأطير الناس وترشيد تدينهم جعله يقدم الغالي والنفيس في سبيل تثبيت عمل الحركة الإسلامية بعاصمة الغرب، حيث كان يهب محل سكناه الذي يتكون من غرفة واحدة في سطح بناية سكنية ليعقد فيه اللقاءات التنظيمية في البدايات الأولى، وكان كريما رغم أنه كان يعيش ظروفا مادية صعبة.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى