بنلحسن في حوار لموقع “الإصلاح”: عن وضع العربية في العالم العربي والإعلام المغربي ودعوات لعدد من الفاعلين

خلد المغرب والعالم قبل أيام اليوم العالمي للغة العربية وذلك ككل سنة بتاريخ 18 دجنبر، وبهذه المناسبة أجرى موقع “الإصلاح” حوارا مع أستاذ التعليم العالي الدكتور محمد بنلحسن؛ ورئيس مركز مآلات للأبحاث والدرسات.

وأدلى الدكتور بنلحسن في هذا الحوار برأيه في عدد من القضايا الخاصة باللغة العربية سواء عن وضعها في المغرب والعالم العربي أو موقعها في الإعلام المغربي.

كما وجه نائب الكاتب للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية عددا من التوصيات والدعوات بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية لعدد من الفاعلين تشريعيا ومؤسساتيا.

وإليكم نص الحوار كاملا:

في نظركم ما هو وضع اللغة العربية اليوم في المغرب والعالم العربي؟

في الحقيقة وضعها لايزال يراوح مكانه دون تغيير جذري إن لم نقل إن هناك تنازلا لصالح اللغات الأجنبية والعاميات المحلية تحت ضغط التدافع غير المتكافئ في سوق اللغات بفعل عوامل داخلية وأخرى خارجية، اللغة العربية تتربع على مكانة سامية في الدساتير العربية ولكن واقعها على أرض الممارسة لا يبشر بالخير.

ولعل الجدال والسجال القويين اللذين عرفتهما غرفتي البرلمان  خلال مناقشة القانون الإطار،  لاسيما في لجنة التعليم والثقافة والاتصال، بعدما أحيل عليها من لدن الحكومة في شتنبر 2018 ولم يصادق عليه إلا في شهر يوليوز 2019، خير دليل على أن هناك شعورا لدى فئة مهمة من المجتمع، لا ترى مزاحمة اللغات الأجنبية لاسيما الفرنسية من خلال التناوب اللغوي، بمكنتها أن تخدم التمكين  للغة العربية  وتأمينا لمستقبلها .

ما موقع اللغة العربية في الإعلام المغربي؟

اللغة العربية في الإعلام المغربي خاصة في الإذاعات الخاصة وفي الإعلام الالكتروني والمسموع،  تعاني إقحام العامية / الدارجة المغربية، إضافة لانتهاك النسق الفصيح للغة العربية ونظامها الصوتي والصرفي والنحوي والدلالي، دون أن نغمط عددا كبيرا من الجرائد الورقية التي لاتزال محافظة على نظام اللغة العربية .

كما نسجل تعرض اللغة العربية لمنافسة غير متكافئة من لدن الإعلام الناطق باللغة الأجنبية…زيادة على  أن هناك من يحاول أن يكتب بالدارجة المغربية من أجل استقطاب فئات من الرأي القارئ.

وفي نظري هذا التراجع الخطير في المستوى اللغوي، له علاقة قوية بظهور شبكات التواصل الاجتماعي وما يطلق عليه الإعلام البديل الذي استسهل كثير من المتطفلين عليه، العمل الصحفي بقواعده وشروطه المتعارف عليها، ناهيك عن غياب الضوابط المهنية في الممارسة  الإعلامية ، حيث لم تعد هناك  حاجة للتخرج من معاهد علوم الإعلام المختصة والتي يخضع فيها التكوين لمناهج ذات حمولة علمية وبيداغوجية ومهنية، وأسجل هنا مع الأسف بروز ظاهرة المعاهد الخاصة في الإعلام والصحافة والتي فوجئت حين زرت معهدا خاصا بأن طلبته لا يتلقون تكوينا في اللغة !!!

ما هي أبرز التوصيات والدعوات بهذه المناسبة لعدد من الفاعلين (تشريعيا، مؤسساتيا؟

  • ضرورة احترام الدستور المغربي المصوت عليه في 2011، لاسيما المادة الخامسة منه والتي تعتبر اللغة العربية لغة رسمية للبلاد.
  • اعتماد اللغة العربية من ضمن جميع التعبيرات الدالة على الهوية الوطنية مع ترسيخ التشبث بها والاعتزاز بتراثها وثرائها.
  • إلتزام اللغة العربية الفصحى في المؤسسات الدستورية وفي الإعلام مع ضرورة تنبيه الهاكا لرصد الممارسات الإعلامية الماسة بنسق اللغة العربية الفصحى ونظامها واتخاذ ما يلزم ضد انتهاك مقتضيات الدستور.
  • اضطلاع جمعيات المجتمع المدني لاسيما المنافحة عن اللغة العربية والتي من أهدافها خدمة اللغة العربية  بمهام تتبع لغة الإعلام والتبليغ عن الانتهاكات المسجلة
  • أجرأة المادة 31 من القانون الإطار 51.17، وذلك بالحرص على تنزيل اعتماد اللغة العربية لغة أساسية للتدريس عند إصدار النصوص القانونية التكميلية المفعلة للقانون
  • جعل الاحتفاء باللغة العربية مستمرا ودائما خلال السنة كلها وليس في يوم واحد
  • المطالبة برصد ميزانية لتشجيع البحث العلمي التطويري للغة العربية في الجامعات ومراكز تكوين الأساتذة ومراكز البحث العلمي
  • الكف عن تهميش العربية في مباريات التوظيف الوطنية والأجنبية التي تتخذ من المغرب مقرا لها
  • احترام مراسلة رئيس الحكومة للقطاعات الحكومية في موضوع استعمال اللغة الوطنية وترتيب الجزاءات على مخالفتها لاسيما في المؤسسات الرسمية
  • توجيه عرائض وملتمسات لرؤساء الجماعات الحضرية بمراقبة لوحات الإشهار والإعلانات التي تخترق نظام اللغة العربية الفصحى.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى