“اللهم اهد دوساً وأت بهم مسلمين ” – فتيحة كريم

كم كنت رحيماً رؤوفاً بأمتك يارسول الله
كم كنت  حنوناً رفيقا بصحابتك يا حبيب الله
سعة صدرك وصبرك ،ورفقك و حلمك جعلوك تمتص غضب طفيل بن عمرو حينما رجع مغاضبا إليك، والأسى يملأ فؤاده لأنه فشل في دعوة قومه للإسلام جاءك يسألك الدعاء على قومه،
لقد تفشى في دوس الزنا والربا… “ادع الله ان يهلك دوساً يارسول الله”
فما كان منك إلا أن تستمع وتنصت له بعقلك وقلبك،  و تحاوره وتسأله برفق ولين لتخفف عنه ألمه النفسي، وفي نفس الوقت استنبطت أسباب فشله في دعوته لقبيلته دوس.
لقد ادرك الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام أن طفيلا بن عمرو رضي الله عنه قد شد عليهم في الدعوة إلى الله ،
إنه سيد قومه ، شاعرهم الموهوب و خطيبهم المفوه في مكة والجزيرة …
فمكانته عظيمة عندهم، و له أتباع ومعجبون كُثر . 
بهذه المنزلة ظن أنه يستطيع أن يأمرهم بكل سهولة بالدخول إلى الإسلام  ، فلم يحاورهم ولم يحاول إقناعهم …
إن الدعوة إلى الله من المستحيل أن تنجح بهذا النهج فالداعية إلى الله  ينبغي عليه ان يكون هينا لينا،  ذا أخلاق و قيم لا يعتمد فقط على وجاهته و فصاحته.
حبيبي يا رسول الله 
الحنان والرحمة هو الدرس الذي أوصيت به طفيل بن عمرو الدوسي  رضي الله عنه، و طلبت أن ينهجه في دعوته  مع قومه، و أن يعيد الكرة معهم من جديد، و ألا ييأس منهم…
” ياطفيل…ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم” 
عاد طفيل إلى قومه، و اتخذ الرفق و الحنو منهجا فكانت الفرحة كبيرة و كان النصر عميما: أسلمت دوس عن بكرة أبيها!… 
و ها هو طفيل مستبشر مسرور يشد على يد الرسول الله شاكرا له نصيحة عمره ودعاءه الجميل الرحيم ” اللهم اهد دوسا وأت بهم مسلمين”   
  اللهم اهدنا واهد بنا و هذبنا واجعلنا أصحاب رفق وأناة.     
فتيحة كريم

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى