القيم ومركزيتها في التحولات الحاضرة بين الخصوصية الثقافية والكونية عند المنجرة – عبد الرحيم مفكير

تقديم:

نحاول في هذه العجالة البسيطة تقريب مفهوم القيم في فكر المهدي المنجرة الذي يعتبر صراع القيم استعمارا حقيقيا، وقد شكل دور القيم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية انشغالا كبيرا عند المهدي وطغى على جميع اهتماماته وكتاباته.

وتأكد له أنه كلما ازداد انبهارا وإعجابا بالمكونات والأبعاد المتعددة للثقافة الغربية في غناها وتعددها، ازداد قناعة بأن لها ارتباط وثيق بتاريخ، وذاكرة مشتركة وبيئة جغرافية ـ اجتماعية وثقافية معينة، إشكالية تعالج على مستوى ” منظومة القيم” المشتركة التي لا يمكن بدونها أن تفك ألغاز ثقافة ساهمت بقدر كبير في تطور الإنسانية التي يعتبر نفسه مدينا لها (قيمة القيم صر7).

والمهدي ليس رجل تنظير وإنما صاحب مبادئ وقيم ورأي مستقل فقد رفض أن يدخل في عباءة غيره أو أن تدجنه الوظائف والإيديولوجيا، فمنذ وقت مبكر من حياته، وبالتحديد في سنة 1954 عندما كان طالباً في جامعة “كورنيل” في نيويورك رفض التجنيد في الجيش الأمريكي للمشاركة في الحرب الكورية، وتخلى عن إقامته الدائمة في أمريكا، والتحق بمدرسة لندن للاقتصادات والعلوم السياسية التابعة التي حصل منها على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والعلاقات الدولية سنة 1957 ما أهله لأن يكون أول أستاذ مغربي محاضر في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس، وتم تهميشه لما استعصى عن التطويع والتدجين.

وبقي الرجل طيلة مساره من أشد المناوئين لسياسات هذه المنظمة، التي بدا له عن تجربة أنها لا تخدم سوى مصالح الإمبريالية الغربية التي تقودها أمريكا، فهيمنة المصالح الغربية على هذه المنظمة تفقدها كل مصداقية، وقد دعا المنجرة من خلال كتبه الكثيرة إلى إعادة هيكلة هذه المنظمة وإقامتها على مبادئ المساواة والاشتراك في المصالح بين الشمال والجنوب، واحترام الشعوب وثقافتها وإرثها الحضاري.

منظومة القيم عند المنجرة:

قبل مقاربة منظومة القيم وفلسفتها عند المنجرة لا بد من بسط هذا المفهوم الذي يحمل دلالات مختلفة ويتنوع بتنوع المدارس الفكرية والعلمية.

القيم: المفهوم والماهية:

في اللغة: قيمة الشيء: قدره و قيمة المتاع: ثمنه و يقال لفلان قيمة: ماله ثبات ودوام على الأمر والجمع قيم(المعجم الوسيط ج2 ص768),ويجب أن ننبه إلى ما تنبه إليه الأستاذ سامي خشبة عند استعراضه لتعريف “القيمة”Value” والمدارس التي تتنازعها. في الأخير قال:(وينبغي أن نشير إلى أن مصطلح ((القيمة))هنا لا علاقة له بمصطلح (( القيم )) Morals- ودلالته الأخلاقية والاجتماعية أساسا الذي يستحسن أن نجعله ((منظومة القيم)) حتى نتغلب على إحدى المشاكل الدلالية التي تثيرها أحيانا المفردات المحدودة للغة (مصطلحات فكرية سامي خشبة ص 458-460).

وتجدر الإشارة إلى أن القيم أوسع من الأخلاق، بحيث أننا نتحدث عن قيمة الزمن ولا نتحدث عن أخلاق الزمن..إلخ، هذا من ناحية المقاربة اللغوية للمصطلح، أما إذا حاولنا مقاربة المصطلح من الناحية المفاهمية الاصطلاحية فسنجد كثرة التعريفات المتنوعة التي تدل على اتسام المفهوم بطابع انسيابي من مجال إلى مجال، ومن تخصص إلى تخصص.

فالقيم ما هي إلا انعكاس للأسلوب الذي يفكر الأشخاص به في ثقافة معينة، وفي فترة زمنية معينة، كما أنها هي التي توجه سلوك الأفراد وأحكامهم واتجاهاتهم فيما يتصل بما هو مرغوب فيه أو مرغوب عنه من أشكال السلوك في ضوء ما يضعه المجتمع من قواعد ومعايير. وقد تتجاوز الأهداف المباشرة للسلوك إلى تحديد الغايات المثلى في الحياة، فهي على حد تعبير ” روكيش” إحدى المؤشرات الهامة لنوعية الحياة، ومستوى الرقي، أو التحضر في مجتمع من المجتمعات (ارتقاء القيم عبد اللطيف محمد خليفة عالم المعرفة ص 14/15) أو بتعبير بسيط عند الأستاذ أمحمد الطلابي:” إطار نسقي أو منظومة عقدية ودينية أو فلسفية مفضلة عند حضارة أو شعب ما، تتجدر كثقافة تصنع أسلوب الحياة وتتحدد وفقها تصورات الكون والطبيعة والتاريخ وحتى الوجود”.

مفهوم نسق القيم :

انبثقت فكرة نسق القيم من تصور مؤداه أنه لا يمكن دراسة قيمة معينة أو فهمها بمعزل عن القيم الأخرى، فهناك مدرج أو نسق هرمي تنتظم به القيم مرتبة حسب أهميتها بالنسبة للفرد والجماعة ( ارتقاء القيم)

 ويقصد بنسق القيم “مجموعة القيم المترابطة التي تنظم سلوك الفرد وتصرفاته، ويتم ذلك دون وعي الفرد”، وبتعبير آخر هو ” عبارة عن الترتيب الهرمي لمجموعة من القيم التي يتبنها الفرد، أو أفراد المجتمع، ويحكم سلوكه أو سلوكهم دون الوعي بذلك”( نفسه) أو كما يعرفها الأستاذ عبد اللطيف محمد خليفة بقوله نسق القيم هو : ” عبارة عن البناء أو التنظيم الشامل لقيم الفرد، وتمثل كل قيمة في هذا النسق عنصرا من عناصره، وتتفاعل هذه العناصر معا لتؤدي وظيفة معينة بالنسبة للفرد(نفسه). ويمكن أن نجتهد في صياغة تعريف متكامل يجمع شذرات ما تفرق في كل هذه التعريفات، وبالتالي نرى أن نسق أو منظومة القيم هو: ” نظام متكامل وهيكل هرمي وشبكة تنتظم فيها قيم مفضلة عند شعب من الشعوب، تتوافق عليها العقول السوية، و تقبلها الطباع السليمة تساعد على صياغة سلوكياتهم وتصوراتهم للكون و الطبيعة والإنسان”.

 القيم:الأقسام و الأنواع:

وتنقسم القيم بين البشر، وهي قيم التواصل والتكامل والمساواة، إلى قيم أخلاقية واجتماعية وآداب إنسانية(مدونة القيم من القرآن والسنة محمد بلبشير)

ويرى الأستاذ طه جابر العلواني بأن الفلاسفة قسموا القيم إلى ثلاثة أنواع : قيم الحق، قيم الخير، قيم الجمال ( الأزمة الفكرية المعاصرة جابر العلوان). ويرجع الاختلاف في أنواع القيم – وإن لم يكن المشكل يمس الجوهر- إلى الاختلاف في تقدير القيم في حد ذاتها وقد استعرض الأستاذ “سامي خشبة” رؤى كل من الرومانتيكين والمثاليين لمسألة القيم إلى حد وصل ببعضهم إلى طرح سؤال : هل يمكن تحديد قيمة للحب و الجمال أوالوطنية.

القيم: المصدر والمنبع:

يرى الأستاذ العلواني بأن مصدر القيم عند الغربيين من العقل فقط،  أما عند المسلمين فمن الوحي والوجود معا ( الأزمة الفكرية مرجع سابق)، بينما يرى الأستاذ بلبشير بأنها ” تنحصر في مصدرين اثنين : مصدر علوي وردت قيمه على الإنسان عن طريق الشرائع السماوية ومنها الإسلام، ومصدر بشري يبدع قيمه رواد من المفكرين والفاعلين في حقول السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية، و تزكيها الشعوب تارة وترفضها تارة أخرى. وتلتقي قيم المصدرين في أغلب القيم المعروفة، ولكن المصدرين يختلفان في المعيارية و المصداقية.( مدونة القيم من القرآن والسنة مرجع سابق)

 التلاقح الثقافي والحضاري: الإمكانات والمعيقات:

يرى الأستاذ المهدي المنجرة أن “المفهوم القيمي، ينبع من صلب بناء المجتمع، وفيه إنتاج وابتكار وتجديد، مادمنا لم نمس الأركان …؛ فالإسلام لم يأت عقيدة فقط؛ بل فلسفة حياة وتركيب عقلانيا، ومعاملات وأخلاق…”[مع المهدي المنجرة عبد الكريم غريب ص39).

ويذهب أبعد من ذلك حيث يعتبر ” من الضروري التركيز على منظومة القيم ليوضح أن الأزمة الحالية شمال جنوب لن يتم حلها بحلول ترقيعية هنا وهناك، إنها أزمة النظام الحالي بأكمله وكل حل يستوجب إعادة تجديد الأهداف والمهمات والبنيات مع إعادة توزيع السلطة والموارد حسب قيم مغايرة لتلك القيم التي سببت الأزمة واختلال النظام الحالي”.

ويؤكد أن الصراع الحقيقي بين الدول قائم أساسا على القيم وليس على الدفاع عن مصالح اقتصادية وهو ما اسماه “الاستعمار الحقيقي الجديد.”

وفي حوار مع رويترز بين العالم الاقتصادي والسياسي المنجرة أن “الناس لا تذهب إلى الحروب من أجل مصالح اقتصادية وإنما من أجل القيم التي يريدونها أن تهيمن على العالم.” وفي هذا الصدد فإن “الحرب التي خاضتها مثلا الولايات المتحدة الأميركية على العراق هي دفاع عن القيم الأميركية التي يريدونها أن تسيطر على العالم.، وأن “الجنوب له قيمه والشمال له قيمه أيضا وهذه الهيمنة على القيم هي الاستعمار الحقيقي الجديد.” وأن “الشعوب تعيش فجوة لما تشعر أن قيمها لم تحترم وان العلاقة العاطفية بين مجتمعاتها وحضاراتها تنفصل مما يضطرها إلى أن ترتمي في أحضان قيم أخرى .. هذا هو الاستيلاب.

وفي تنظيره لمستقبل العالم نظر إلى ذلك المستقبل باعتباره كلاً مترابطاً لا يمكن تنمية جزء منه دون الآخر، أو بالأحرى لا يمكن وضع خطة تنمية لمنطقة ما دون أخذ طبيعة النظام العالمي السائد في الاعتبار، ولذلك انصب اهتمامه بالدرجة الأولى على العلاقة بين العالم الثالث أو دول الجنوب، وبين العالم المتقدم أو دول الشمال، وبشكل خاص العلاقة بين العرب والغرب، باعتبار العرب جزءاً مما يسمى تقليدياً العالم الثالث، وقد ركز على مبدأ “القيم” كعنصر أساسي في أية تنمية مستقبلية، وخصص لهذا المبدأ كتاباً سماه “قيمة القيم” وقد رأى فيه أن الأزمات التي يمر بها العالم في السنوات الأخيرة ناتجة عن أزمة أخلاقية عميقة، وما لم تحلّ تلك الأزمة وتوضع أهداف واضحة للعيش الإنساني المشترك، ولمجتمع السلم، فإن تلك الأزمات لن تتوقف ولن تنتهي، يقول المنجرة: “من الضروري التركيز على منظومة القيم لنوضح أن أزمة الشمال والجنوب لن يتم حلها بحلول ترقيعية هنا وهناك، إنها أزمة النظام الحالي بأكمله، وكل حل يستوجب إعادة تجديد الأهداف والمهمات والبنيات مع إعادة توزيع السلطة والموارد حسب قيم مغايرة لتلك القيم التي سببت الأزمة واختلال النظام الحالي” .

وبين كيف يوظف ا الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية منظومة القيم كآلية للهيمنة والسيطرة على العالم، الآن الحرب أصبحت مظهرا للاستعلاء الثقافي، والغرب في مقدمته الولايات المتحدة يشن حروبا على دول أخرى بدعوى الحفاظ على منظومة قيمه وفي هذا الإطار أصبحنا نتحدث عن القيم الكونية وهذا الحديث عن القيم الكونية أضفيت عليه المشروعية من خلال ما نسميه الآن بأيديولوجيا العولمة، فالعولمة في الواقع هي أيديولوجيا لا تتم بالأبعاد الاقتصادية والاجتماعية فقط إنما تركز على الجوانب الثقافية أساسا.

ويؤمن المهدي بأنه لا يمكن استنساخ الثقافات، إنها تستطيع أن تتواصل وتغني بعضها البعض في إطار احترام متبادل لمختلف أنماط الحياة، غير أن عولمة القيم من طرف القوة العسكرية العظمى في العالم يعرض هذه الفرصة لخطر داهم.

الرقي الحضاري والإنساني: أي دور للنماذج المعرفية؟

ويرى المنجرة أن هذه المعالجة ينبغي أن تسير في اتجاهين، فعلى مستوى العالم المتخلف يجب قبل كل شيء، القضاء على الأمية والجهل، وإقامة تعليم حديث فاعل يرسخ مبدأ النظرة العقلانية والعلمية، وقيمة حب الفن والإبداع، فأساس التخلف هو الجهل، وغياب العلم كثقافة للمجتمعات، وغياب الروح الإبداعية فيها، كذلك على المجتمعات المتخلفة أن تعتد بثقافاتها وإبداعاتها وتثمنها وتعلي من شأنها وتطورها، لأن الحفاظ على الهوية هو أحد أسس التنمية السليمة القادرة على النجاح والاستمرارية، والمجتمعات التي تقدمت وتطورت هي تلك التي واءمت بين عنصر الثقافة ومشروع التنمية، بين مقومات مجتمعها وخططها الاقتصادية، فأحرزت وحدة بين رؤاها الفكرية والوجدانية وطموحها المادي، الاتجاه الثاني هو إلغاء هيمنة المشروع الحضاري الغربي على المنظمات الدولية، وإعادة النظر في المشاريع الموجهة لمساعدة العالم الثالث من أجل جعلها تتلاءم مع واقعه الاجتماعي والثقافي، ولا تلغيه، فأهم أسباب فشل الغرب في حل أزمات الدول الضعيفة هو النظرة الأحادية والاعتماد على النموذج المسبق (الغربي) عند صياغة الخطط، وعدم الاعتبار لما هو موجود على الأرض، لأن سياسة الهيمنة التي تتبناها الدول القوية تريد أن تصوغ العالم برؤية واحدة ومنطق واحد وهو ما لا يمكن أن يتحقق.

وانطلاقاً من تلك النظرة لسياسات الأمم المتحدة، والسياسات التي تقودها أمريكا جاء الانتقاد الشديد الذي وجهه المهدي المنجرة إلى العولمة عبر كتابيه “الحرب الحضارية الأولى” ،1991 و”عولمة العولمة” (1999)، حيث رأى أن العولمة ليست سوى صيغ جديدة من صيغ الاستعمار، وستؤدي بسبب غطرسة الغرب إلى ارتدادات عكسية، خصوصاً في الوطن العربي الذي كان شكل محور اهتمام المنجرة، فقد تنبأ في كتابه “انتفاضات في زمن الذل-قراطية” (2002) بأن الإهانة والذل الذي تمارسه أمريكا والغرب على الشعوب العربية سيؤدي إلى انتفاضات لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

لقد جعل المهدي من التعلم وسيلة للرقي الحضاري مع الحفاظ على الثقافات وتنوعها ” ولا يجوز أن يكون في البحث عن قيم عالمية مشتركة أساسية ،إهدار لما في الثقافات من تنوع وحيوية وخصائص ذاتية تتعلق بنظمها القيمية، فبينما نعترف لكل جماعة بما تدعيه وتنادي به من شخصية ثقافية، فإنها مطالبة هي كذلك بدعم المسؤولية المشتركة نحو حل المشكلات العالمية.

كما طالب بإعادة تنظيم القيم والعلاقات الإنسانية والتمثلات كعناصر لسيرورات التعلم، فإن أهم عناصر التعلم هي لقيم، فنلحظ تركيزه على ضرورة صيرورة حركية “التعلم” من المهد إلى اللحد منبها إلى ما يمكن أن يجابه أو يعوق المسيرة العلمية بين هاتين المحطتين مستقبلا” وأهم عناصر التعلم هي القيم,

وعندما نشير إليها كعناصر فإننا نؤكد على دورها الفعال في عملية التعلم, فقيمة البقاء مع الكرامة يمكن أن تكون ذات آثار مباشرة في التوجيه، ويلاحظ أن ظهور القيم هو ظهور للحد الفاصل بين الذاتية والموضوعية وبين الحقائق والأحكام وبين ما هو كائن وما يجب أن يكون وبين العلم والأخلاق والأحكام وبين العلوم الحقة والعلوم الإنسانية وبين الغايات والوسائل وبين المعقول واللامعقول” ( قيم القيم ص 36 وما بعدها ).

خلاصة :

إن منظومة القيم في أي حضارة، هي الشريان الدافع لكل متغيراتها والمكرس أيضا لثوابتها. وبهذا المعنى، فإن “الثقافة لا تنقل بطريقة عمياء إلى مناطق أخرى من العالم دون اعتبار واحترام لقيم هذه المناطق” وبالتالي فإن “تواصل الأفكار وعالم الإبداع لا يخضعان لنفس المساطر ونفس المقاييس التي تطبق على المنتوجات الفلاحية والصناعية، ولا يحتل الميدان الثقافي كما تحتل ساحة المعركة.

وفي ظل التنبؤات التي تشير إلى أن “النزاعات المقبلة ستكون حول القيم والثقافة” يغدو من المرجح، وفق ذات التحليل، أن تصبح “القدرة على تحقيق الأهداف المتوخاة في الشؤون الدولية خاضعة لقوة الجذب بدل الإجبار”

وبقدر ما يعرض المهدي للقيم المشتركة بين البشر فإنه في نفس الوقت يحذر من التخلي عن الخصوصيات الثقافية، مستشهدا بقول المهاتما غاندي أكثر من مرة ” أملي أن تهب جميع الثقافات بمحاذاة منزلي وبأكبر قدر ممكن, لكنني أرفض أن تسلخني أي منها عن جذوري”. ومن هذه الزاوية تمثل قيمة القيم, التي جاءت مضمنة في عدد من نصوص هذا الإصدار سواء ما حمل منها شحنات تنبؤية للمستقبل أو تلك التي قاست واقع الحال بما سبق أن بشرت أو حذرت منه تنبؤات سابقة.

وقيمة القيم بالنسبة إليه أجملها  في قيمة “الكرامة” بمعناها الشمولي الجامع لكل القيم الثابتة التي من المفترض أن تحتكم إليها كل القيم المتغيرة أو المستجدة.

لقد كان صاحبنا عاشقا للإبداع منافحا عنه وكيف لا وهو فنان تشكيلي وعاشق للموسيقى وخبير في التواصل ومعماري ومفكر مستقبلي.( انظر المهدي مسار فكر)

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى