أول دراسة رسمية في موضوع التربية تدق ناقوس تأثير التنمية على المستوى العلمي

أصدرت الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي التابعة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي دراسة وطنية في موضوع “الأسر والتربية: التمثلات والانتظارات والتطلعات”.

وعرضت الهيئة الوطنية للتقييم النتائج الأولية للدراسة يوم الأربعاء 12 يونيو 2019 والتي تعد الأولى من نوعها التي تصدرها الهيئة في سياق تحول ميدان التربية في صلب الاهتمامات الرئيسية للأسر والمجتمع وضرورة القيام بدراسة تهم التربية على الخصوص.

3000 أسرة عينة الدراسة

وهمت الدراسة مجموع الأسر المقيمة بالمغرب حيث انحصرت العينة في 3000 أسرة موزعة على جهات المملكة 2000 أسرة منها في الوسط الحضري و1000 الباقية في الوسط القروي بما مجموعه إجمالا في عدد الساكنة في أسر العينة وصل إلى 12800 شخص.

وكشفت الدراسة أن التأخر الدراسي بين الأسلاك يرتفع كلما تقدمنا في الأسلاك التعليمية وأن 45 بالمائة من تلاميذ السلك الثانوي متأخرون بالمقارنة مع السن المبدئي للسلك. وسجلت الدراسة أن 38 بالمائة من التلاميذ تأخروا عمريا بالسلك الثانوي الإعدادي و17,2 بالمائة متأخرون في السلك الابتدائي.

84.1 بالمائة من التلاميذ يتابعون دراستهم في القطاع العمومي

وفيما يخص خصائص تلاميذ القطاعين العمومي والخصوصي حسب السلك الدراسي فإن الأطفال بين 3 و22 سنة 84,1 بالمائة منهم يتابعون دراستهم في مؤسسات القطاع العمومي؛ و15,9 بالمائة بالقطاع الخاص حيث يتميز هذا الأخير بكون النسبة الأكبر المتمدرسة به هي من تلامذة السلكين الأولي والابتدائي 83,4 بالمائة و11 بالمائة بالسلك الثانوي الإعدادي و6 بالمائة متمدرسون بالسلك الثانوي التأهيلي أو العالي.

وسجلت الدراسة أن نسبة الأطفال غير المتمدرسين والذين لم يلجوا أبدا المدرسة مرتفعة أكثر عند الشباب من 18 إلى 22 سنة بنسبة 8,2 بالمائة ونسبة مرتفعة عند الأطفال من 12 إلى 14 سنة ب0,8 بالمائة. في حين 19,8 بالمائة ولجوا المدرسة وانقطعوا عنها دون الحصول على الشهادة حيث بلغت 23,9 بالمائة بالوسط القروي و13,1 بالوسط الحضري.

الفشل والتكرار أبرز أسباب الانقطاع عن الدراسة

وأرجعت الدراسة أكبر سبب للانقطاع عن الدراسة الأكثر ذكرا من طرف الأسرة هي الفشل الدراسي في الامتحانات والتكرار بنسبة 33,8 بالمائة يليه ضعف دخل الأسر والفقر بنسبة 11,7 بالمائة.

كما تناولت الدراسة مؤشرات عن إنفاق الأسر على تربية أطفالهم حسب تصريحات الأسر في القطاع والسلك العمومي والخاص والوسط والنوع ومستوى الدخل وتأثير الإنفاق على مدخول الأسر.

فيما تطرقت الدراسة إلى محور خاص بـ”المواقف تجاه مساهمة الأسر في مصاريف التمدرس” ومحور حول “معرفة المدرسة، والفاعلين التربويين وخدمات منظومة التربية والتكوين من طرف الآباء” ومحور آخر حول “علاقة الأسر بجمعيات الآباء والأولياء”.

ومن أبرز ما تناولته الدراسة هو محور خاص بتفضيل الأسر في التربية بين المدرسة الخصوصية والعمومية وتباينت بين الوسط القروي والحضري وعزت الأرقام التي تفضل المدرسة العمومية إلى مجانيتها وجودة الأساتذة مقارنة مع الخصوصية فيما عزت المؤشرات التي اختارت الاخيرة إلى أن أساتذة التعليم الخصوصي أفضل من العمومي والبنيات التحتية أحسن من مثيلتها في العمومي.

الأسر تفضل تعليم أبنائها ثلاث لغات

وعن لغات المدرسة فضلت الأسر المغربية أن يتعلم أبناءها ثلاث لغات معا في المدرسة العربية والفرنسية والإنجليزية بنسبة 73.1 بالمائة من العينة، وفي مجال تربية الأطفال فضلت العينة المستوجبة مسؤولية الطرفين الأب والأم عن ذلك.

ورأى 52.2 بالمائة من الأسر في المتوسط أن المدرسة ضامنة لتعلم جيد فيما ظنت 44 بالمائة أن المدرسة تقدم تعليما سيئا و3.2 بالمائة ليس لهم رأي مستقر في المسألة.

التلاميذ يعانون من ضعف المكتسبات حاليا وسيعانون من الانقطاع الدراسي مستقبلا

وجردت الدراسة عددا من المشاكل التي تم استيقاءها من عينة الأسر للمدرسة بنسبة 64.9 بالمائة إلى ضعف مكتسبات التلاميذ و45.1 بالمائة إلى الانقطاع الدراسي ثم 43.3 بالمائة المنهاج غير مكيف.و40.7 بالمائة الاكتظاظ في الأقسام.

وعن المشاكل المستقبلية في المدرسة فإن 61.7 بالمائة من العينة أشارت إلى الانقطاع الدراسي و49.3 بالمائة إلى ضعف مكتسبات التلاميذ و40.9 بالمائة إلى التكرار 38.2 بالمائة إلى الاكتظاظ في الأقسام.

المدرسة مهمة للذكور والإناث على قدم وساق

فيما تطرقت الدراسة أيضا إلى مؤشرات خاصة بكل من أهمية المدرسة بالنسبة للإناث والذكور التي أجمعت على أن لها نفس الأهمية بالنسبة للجنسين ثم درجة رضا الآباء فيما يخص البنية التحتية في المدرسة ومدى قربها والأمان المحيط بها ثم محور خاص بالانتظارات فيما يخص تمدرس الأطفال حيث أجمعت الغالبية من عينات الأسر على تحصيل المعارف والتثقف ثم ضمان المستقبل ثانياثم بعد ذلك الاستقلال الذاتي وأخيرا طموحات الآباء والأولياء بخصوص أبنائهم وأخيرا خلاصة عامة من الدراسة.

هناك تمفصل بين التربية ومستوى التنمية في المستوى التعليمي

ومن بين ما خلصت إليه الخلاصة العامة للدراسة أن العوامل السوسيو-اقتصادية لها تأثير على علاقة الأسر بالتربية وتخلق اختلافات بينهم وكلما قل المستوى التعليمي للأسر وقل دخلها، وكانت تلك الأسر مستقرة بالعالم القروي كلما كانت معرفتها بالمنظومة التعليمية ضعيفة ومشاركتها وانخراطها في تربية وتدريس أبنائها أقل، وبالتالي يكون التفاعل مع المدرسة والمدرسين ضعيفا. وهذا يضع الأسر الضعيفة الدخل في وضعية هشاشة اجتماعية فيما يخص تمدرس أبنائها.

ومكنت الدراسة حسب نتائجها من استنتاج وجود تمفصل بين التربية ومستوى التنمية وأن كل تحسين للظروف السوسيو-اقتصادية للأسر يساهم في تحسين تربية الأطفال والعكس صحيح.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى