أهمية الدعاء في رفع البلاء

كلما امتحن المؤمن بالبلاء إلا وكانت الحاجة إلى التوجه لله عز وجل عبر التضرع والإكثار من الدعاء والمناجاة، فالله سميع الدعاء وبصير بمن تضرع إليه وناداه.

وشرط الدعاء الصدق ليكشف الله عن عباده المؤمنين البلوى ويحميهم ويقيهم ويكفيهم من أي سوء واستجابة للسؤال والمنى. وخلاصة الدعاء تقوى الله عز وجل لقوله تعلى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” (سورة آل عمران الآية 102).

ففي حالة النوائب والفتن والبلايا لا يجد المؤمن إلا الالتجاء إلى الله تعالى ويتوكل عليه ويثق في عظمته وقدرته، ويتحلى في ذلك بالصبر والجلد وينمي عزيمته بالاحتساب، بالإضافة إلى التضرع لله عز وجل تضرع المتفائل في توبة وإنابة ورجوع إليه سبحانه وتعالى.

ومن دعا الله عز وجل بإخلاص وصدق إلا استجاب الله له أو صرف عنه من السوء مثلها أو ادخر له من الأجر مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب بهذه الدعوات: “لا إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم”.

وقال إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار “حسبنا الله ونعم الوكيل”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم حين قالوا: “إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل” (سورة آل عمران الآية 173).

ومن كان مع الله في السراء والضراء والشدة والرخاء والسر والعلانية كان مؤيدا منصورا لقوله تعالى “ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز” (سورة الحج الآية 40).

ومن شروط استجابة الدعاء: – يقين العبد بالإجابة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “إدعو الله وانتم موقنون بالإجابه ” (رواه الترمذي) – وأن يكون طعامه وشرابه من حلال لقول الله تعالي : “يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون بصير ” – أن يكون عالماً بما يقول وحاضر القلب بأن يوافق ما في قلبه ما ينطق به لسانه، لقول صلي الله عليه وسلم “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب من قلبه غافل لاه ” رواه الترمذي عن أبي هريره رضي الله عنه “صحيح الجامع” – ألا يصر علي المعاصي لقوله تعالي : ” ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين”، قال العلماء المعتدون هم الذين يصرون علي معصية الله – أن يعلم أن حاجته لا يقدر علي إجابتها وتيسيرها إلا الله سبحانه وتعالي  –  ألا يستعظم الطلب علي الله سبحانه وتعالي لأن طلبه مهما كان لا يكون أعظم من الله وهو العلي العظيم – أن يخلص النية لله سبحانه وتعالي فلا يدعو أمام أحد رياء لأن الله مطلع علي ما في نفسه ” ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”، حيث يجب أن يكون الدعاء خالي من الإثم، وألا يدعو بقطع صلة رحم، وأن يدعو بدعاء مشتملاً علي الخير له ولغيره.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى