أعمال الخير في رمضان وثوابها

العمل الخيري في ذاته واحد من أهم ثمار الإيمان، فضلا عن أنه يضمن للمسلم ما يوثق به العرى بين سبل النجاح في الدنيا والآخرة أيضا، وقد تطورت صوره وأشكاله ومقاصده وغايته تطورا بارزا يواكب متطلبات المحتاجين وعوز البائسين وافتقار الضعفاء والمساكين.

ويتميز موقع العمل الخيري بين الطاعات الأخرى التي يحض عليها الإسلام، بأنه خالص لوجه الله تعالى، مجرد عن هوى النفس، صادر عن نفس سخية وروح أبية لا يحركها إلا حب الخير، بعيد عن شهوة الشهرة والسمعة.

وبين الله في كثير من آياته فضل الإنفاق فقال :: “مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ “(البقرة261)، كما بين بعض آداب النفقة والإحسان في مثل قوله : “لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ “آل عمران92

وقال تعالى:”لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ” (البقرة177).

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما نقص مال من صدقة)، وقال: (ما من يوم يصبح فيه الناس إلا وينزل فيه ملكان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، والثاني يقول: اللهم أعط ممسكا تلفا) رواه الشيخان.

بل تعددت الأحاديث النبوية التي تحث المؤمن على فعل الخيرات صغيرها وكبيرها  في كل وقت وحين :

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏”‏لا يغرس مسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا طائر ولا شيء إلا كان له أجر‏”‏‏.‏

وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “‏إن تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة وإن إفراغك من دلوك في دلو أخيك يكتب لك به صدقة وإماطتك الأذى عن الطريق يكتب لك به صدقة‏.‏ إن أمرك بالمعروف صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الضال يكتب لك به صدقة‏”‏‏.‏

وعن أبي شيبة المهري قال‏:‏ كان معاذ يمشي ورجل معه فرفع حجراً من الطريق فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ “‏من رفع حجراً من الطريق كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة‏”‏‏.‏

وعن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “‏الدال على الخير كفاعله‏”‏‏.‏

فالسعيد من وفقه الله تعالى لاغتنام أيام عمره ولحظات دهره، فها هو رمضان قد أقبل للراغبين في الخير والساعين لرضوان الله والجنة، فطوبى لمن أقرى الضيف وأكرم نزلَه، ويا خيبة من أدركه فلم يغفر له، دعاء الملائكة فيه: يا باغي الخيرِ أقبل، ويا باغي الشر أقصر.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى