أحمد المشتالي .. عطاء دعوي لم يتوقف

الأستاذ أحمد المشتالي من مواليد سنة 1959، له أربع بنات، لم يكن لأحمد المشتالي في بداية شبابه نفس اهتمامات أقرانه، فقد حمل هم الدعوة في زهرة عمره بعد انتمائه للحركة الإسلامية وهو تلميذ لا يتجاوز عمره التسعة عشر ربيعا. تدرج تنظيميا حتى أصبح ضمن قيادات الصف الأول للعمل الإسلامي بالمغرب قبل أن يصطف إلى جانب بعض إخوته في الوسط من أجل التبين غداة أزمة مر بها الإسلاميون.

وفي أواسط الثمانينات أسس إلى جانب عدد من الإخوان جمعية الشروق الثقافية بالرباط التي ترأسها عبد الرزاق الماروري رحمه الله وكان نائبا له، لكن سرعان ما حصلت الوحدة بين أربعة فصائل إسلامية أخرجت للوجود تجربة رابطة المستقبل الإسلامي، الذي ظل عضوا في مكتبها التنفيذي إلى حين الوحدة مع حركة “الإصلاح والتجديد”.

واكب المشتالي كل المراحل التي مرت بها الحركة الإسلامية بالمغرب، وكان ممن قادوا الحوار الذي سبق ميلاد “التوحيد والإصلاح”.

تفوق المشتالي وحيويته وحسن تواصله والاحترام الذي كان يحظى به وسط إخوانه قاده إلى أن يكون عضوا في المكتب التنفيذي الانتقالي الذي سهر على إتمام خطوات الوحدة كاملة، قبل أن يجري انتخابه عضوا في أول مكتب تنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح التي ترأسها آنذاك الفقيه  أحمد الريسوني. وكان لمساره الحركي بالغ الأثر في تكوين شخصيته، وفي تثبيت المبادئ التي ما يزال يؤمن بها حتى اليوم، وهي التي أهلته ليكون نموذجا في حياته الأسرية والمهنية.

رغم أن الدعوة أخذت منه كل وقته خاصة في بدايات انتمائه، يقول المشتالي، فإن أسرته كانت له عونا دائما لإيمانها بالفكرة التي يناضل من أجلها وأهمية الرسالة التي يحملها على عاتقه في النهوض بوطنه وأمته. لكنه ما يزال يتذكر ذكرى أليمة كان لها أثر بليغ في مساره الدعوي والحركي، وهي فقدان أحد رفاق الدرب وصديق العمر المرحوم عبد الرزاق الماروري الذي فارق الحياة وزوجته في حادثة سير مميتة، هذه الحادثة -يؤكد المشتالي- أنها هزت مشاعره كما هزت مشاعر باقي المشتغلين بالدعوة الإسلامية، وتركت في قلبه حزنا دفينا، خاصة وأن السيارة التي كان يقودها الماروري خلال الحادثة تعود إليه، هذا الأخير انقلبت حياته بانقلاب السيارة إلا أن عطاءه تواصل وتفانيه في العمل الدعوي لم يتوقف.

يقول المشتالي إنه لا يمكن تحقيق التوازن بين العمل الحركي والأسرة في ظل الاندفاع الكبير وحب الدعوة، رغم أن ذلك نظريا ممكن التحقق. رغم ذلك ظل يؤمن أن الذي ينخرط في الأعمال الدعوية بحسن نية من أجل المصلحة العامة يوفقه الله عز وجل بأن يحفظ له أبنائه من أي انحراف واعوجاج.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى