محمد السحابي، شيخ القراءات بالعالم الإسلامي

هو الشيخ المقرئ الفقيه الداعية أبو معاذ محمد بن الشريف السحابي العبيدي الزعري، ولد حفظه الله بقرية عين الريبعة من قبيلة بني عبيد زعير ضواحي مدينة الرباط عام 1370هـ – 1949 م، وبها نشأ وترعرع، دخل الكتّاب القرآني في سن مبكرة، وتعلم الهجاء والكتابة على يد الفقيه محمد سنجاي، وحفظ عليه بعض القرآن، ثم أتم حفظه على الفقيه محمد الغماري والفقيه محمد التسولي والفقيه علي الشيظمي، وكلهم شهدوا له بالحفظ التام بعد اختباره في حفل أقيم له بمناسبة ختمه لحفظ القرءان الكريم، وهو ما يسمى عند المغاربة بـ ” لفْصَال“ أي :عرس القرءان، على عادتهم في الاحتفاء بكل من يحفظ القرءان الكريم . ولما يتجاوز عمره آنذاك الثالثة عشر ربيعا.

انطلق الشيخ حفظه الله في الدعوة إلى الله على بصيرة، منذ تعيينه بمدينة اليوسفية، فخطب ووعظ وأرشد، وقارب وسدد، وثابر وجاهد، بعدد من المنابر والمساجد هناك؛ فمالت إليه القلوب ، واستجاب الناس لدعوته، وأقبلوا بكثافة على دروسه من شتى أنحاء المنطقة المجاورة لمدينة اليوسفية

خلال هذه الفترة تكونت لدى الشيخ ملكة قوية في الحفظ مكنته من المشاركة في مباراة نظمتهما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حفظ القراءات لنيل جائزة الحسن الثاني بمناسبة عيد العرش سنة 1971م فحاز على الرتبة الأولى في القراءات السبع، وفي سنة 1972م حفظ موطأ الإمام مالك ونال به جائزة الحسن الثاني أيضا حيث استظهره كاملا أمام لجنة علمية مكونة من فقهاء وعلماء. وكان هذا مثار إعجاب هؤلاء الشيوخ والمسؤولين بالوزارة بقوة ذاكرته وبراعة حفظه وسرعة بديهته، فقرروا ترشيحه لمتابعة الدراسة بالعاصمة الرباط مع تحمل نفقات إقامته ودراسته..

وأسس مدرسة التوحيد القرءانية بتعاون مع بعض المشايخ وأهل الفضل بمدينة بسلا سنة 1400هـ1980م، وكرس جهده لهذه المدرسة الفتية التي اتخذ منها مقرا لإلقاء عدد من الدروس العلمية، بالإضافة إلى تحفيظ القرءان الكريم وتدريس القراءات، وتزامن هذا مع تعيين الشيخ رسميا للخطابة والوعظ بأحد بعين العودة بنواحي مدينة الرباطوله مجموعة من المؤلفات والمنشورات .

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى