التوحيد والإصلاح تطلق استكتابا للباحثين من أجل المشاركة بندوة “التصوف في المغرب”

دعوة للاستكتاب حول موضوع : 

يعلن قسم الانتاج العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح  عن تنظيم ندوة علمية في موضوع:”التصوف في المغرب وسؤال الإصلاح”، نهاية شتنبر المقبل بفاس، وفي هذا الإطار، يهيب القسم بالباحثين والمهتمين أن يسهموا في هذا الورش العلمي والفكري بتقديم أوراق بحثية، وذلك وفق الأرضية الآتية: 

التصوف في المغرب وسؤال الإصلاح

ديباجة:

اختار المغاربة على مر التاريخ التصوف مسلكا تربويا لتهذيب النفوس والأخلاق، وهو اختيار راشد واع بأبعاده الإصلاحية النفسية والمجتمعية، فقد كان التصوف ولا يزال دعامة أساسا في كل مشاريع الإصلاح المتواترة على الأمة عموما والمغربية على وجه الخصوص.

ولهذا يمكن القول إن التصوف بمقاصده ووظائفه المتعددة يشكل رافعة الإصلاح المفضي إلى الاستقرار والتنمية بأبعادهما الحضارية، غير أن هذه النتيجة والخلاصة تحتاج إلى تعليل وتأريخ وبرهنة نظرية وعملية على أرض الواقع.

إن  التصوف علم له أصوله وقواعده ومقاصده، فهو ليس أذواقا غير منضبطة ولا مواجيد سارحة، وإن من أسمى مقاصده: تهذيب النفوس، وترقيق القلوب، وتصحيح السلوك والأفعال بالتبع، وذلك بالتقلل من الدنيا والزهد في كثير من مغرياتها،  وهذا ما نص عليه العلامة ابن خلدون رحمه الله بقوله: “هذا العلم من العلوم الشّرعيّة الحادثة في الملّة وأصله أنّ طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمّة وكبارها من الصّحابة والتّابعين ومن بعدهم طريقة الحقّ والهداية وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدّنيا وزينتها، والزّهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذّة ومال وجاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة وكان ذلك عامّا في الصّحابة والسّلف”.

ولا شك أن التصوف كان عند سلف الأمة سلوكا يوميا لم يضطروا إلى التنصيص على أحواله بأسماء يعرف بها، إلى أن دعا إلى ذلك  ما ذكره ابن خلدون في تتمة كلامه الأول حيث قال: “فلمّا فشا الإقبال على الدّنيا في القرن الثّاني وما بعده، وجنح النّاس إلى مخالطة الدّنيا اختصّ المقبلون على العبادة باسم الصّوفيّة والمتصوّفة”.

إن التصوف بعد هذه المرحلة رجع إلى أدواره المجتمعية بدل الانكفاء على الذات بإصلاح دواخلها فقط، فكان دعامة أساسا للحركات التحررية والمقاومة والرباطات في الثغور، وصد هجمات الخصوم وقاوم المستعمر الأجنبي، وعمل على حفظ هوية الأمة وحماية قيمها وصيانة تراثها، وكان فضاء خصبا للمزاوجة بين التربية والتعليم، فساهم المتصوفة أفرادا ومؤسسات في الحركة العلمية والمعرفية للأمة، فأسسوا المدارس والزوايا ووقفوا في تسبيل منافعها الأحباس بشتى أنواعها وصورها، فكانت الحركة الصوفية في حقيقة الأمر غير منفصلة عن الأمة وهمومها، بل مثلت ضميرها وتطلعاتها ومستقبلها كذلك.

فالتصوف إذن علم  وحركة مجتمعية له دواعي نشأته وقواعدُه ومقاصدُه، وهي مقاصد تلقي بظلالها الوارفة على حياة المسلمين، فيمكن اعتبار التصوف رافعة أساسا للتنمية الروحية والاستقرار النفسي، ولا أحد يشك في تأثير هذا النوع من التنمية والاستقرار على حياة الأفراد والجماعات والأمم، وجعله مدخلا من مداخل الإصلاح.

غير أن مسار التصوف عبر التاريخ، عرف أفولا كما عرف صعودا جزئيا وكليا حسب الأحوال والسياقات، وهذا يدفع المهتمين والباحثين إلى طرح سؤال التجديد في التصوف للرجوع به إلى أدواره المجتمعية والاستنجاد به في قضايا الإصلاح، روحيا وعلميا وثقافيا واجتماعيا…   

ومن ههنا ارتأى قسم الإنتاج العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح بجهة القرويين الكبرى بتنسيق مع مركز القرويين للدراسات والبحوث تنظيم ندوة علمية وطنية في موضوع: التصوف في المغرب وسؤال الإصلاح، إسهاما منهما في التعريف بالتصوف وأعلامه تاريخا وحاضرا، وتثبيت ركائزه، ورصد مجالات تفعيله في الإصلاح الوطني للأمة المغربية.

أهداف الندوة:

  • التعريف بالتصوف وأعلامه في المغرب تاريخا وحاضرا.
  • رصد أصول وقواعد التصوف ومدى تأثيره على الحياة الاجتماعية.
  • بيان مسالك استثمار التصوف في الإصلاح المجتمعي.
  • مد جسور التواصل بين مختلف الفاعلين في الحقل الديني والتعاون معهم على الصالح العام

محاور الندوة:

  • المحور الأول: ملامح من تاريخ التصوف: المفهوم والوظائف
  • المحور الثاني: واقع التصوف المغربي ورهانات الإصلاح والتنمية
  • المحور الثالث: التصوف المغربي: أعلام ومشاريع

شروط المشاركة:

  • الالتزام بضوابط البحث العلمي الرصين والمتعارف عليها.
  • تقديم مقترح بحثي يندرج ضمن أحد المحاور الثلاثة المقترحة في حدود (400 كلمة)، يبرر فيه الباحث اختياره ومدى احترامه للشروط البحثية، ويعرض إشكالية البحث بشكل دقيق، والفرضيات التي ينطلق منها، وما يريد تحقيقه من هذا البحث والمنهجية المقترحة.
  • يرفق إلى جانب مقترحه البحثي نهج سيرته مركزا فيه على صفته العلمية والأكاديمية وإسهاماته البحثية السابقة ومشاركاته العلمية.
  • يُشترط أن يكون البحث أصيلًا، مُعدًّا للندوة على وجه خاص، وألا يكون مستلا من رسالة جامعية، أو نُشر جزئيا أو كليا في أي وسيلة نشر إلكترونية أو ورقية، أو قُدّم في أحد المحافل العلمية.
  • ترسل ملخصات الأبحاث إلى البريد الإلكتروني المعتمد للندوة ([email protected]) قبل 20 غشت/ أغسطس 2019
  •  تنشر الأوراق البحثية بعد تحكيمها مع تخصيص تعويضات مالية للباحثين.

لتحميل أرضية الندوة : إضغط هنا

لتعبئة استمارة المشاركة : اضغط هنا 

لإرسال المشاركات : [email protected]

أخبار / مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. تصحيح الخطأ:تقديم بحث علمي في حدود400كلمة/الصحيح تقديم بحث علمي في حدود 4000كلمة
    فوجب التنبيه والسلام

  2. مراجعة أرضية ورقة الندوة فيما يخص عدد كلمات الأوراق البحثية 400 كلمة بدل 4000 كلمة والله أعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى